تقارير خاصة

هل تغيّر مسيّرة حزب الله معادلات الحرب؟

لينا عبد الله - خاص الفجر 

ليس هجوما عاديا... بل ضربة هي الأقوى في عمق معسكر الاحتلال الذي باتت تهديداته اشبه بالوهم المتبدد، لتثير فيضا من التساؤلات عما اذا كانت مسيرة حزب الله ستغير مسار المعادلات في حرب الشمال وتدفع الاحتلال الى اعادة ترتيب اوراقه
فبعد سيل من تصريحات قادة جيش الاحتلال بأن حزب الله أصبح تنظيما بلا رأس بعد فقدانه حسن نصر الله أمينه العام والصف الأول من قادته العسكريين، وبأنه يواجه أزمة في قدراته بعد فقدانه ما لا يقل عن 70% من صواريخه قصيرة ومتوسطة المدى، وبأن قوته الجوية تعاني بعد اغتيال قائدها محمد حسين سرور في سبتمبر/أيلول الماضي،
نفذ حزب الله هجومه الأكثر فتكا بجنود الاحتلال، إذ أعلن في بيان رسمي استهدافه معسكر تدريب للواء غولاني في "بنيامينا" جنوب حيفا بسرب من المسيّرات الانقضاضية ردا على المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في بيروت وبقية أنحاء لبنان.
ومازالت تفاصيل الهجوم تتكشف تباعا، فالجيش الإسرائيلي أعلن سقوط 4 قتلى وإصابة نحو 70 آخرين بينهم العشرات بحالة خطرة ومتوسطة. بينما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن التحقيقات الأولية أن المسيرة المستخدمة بالهجوم من طراز "شاهد 107" في حين قالت مصادر أخرى إنها من طراز "مرصاد" التي يتراوح مداها بين 150 و200 كيلومتر.
 وأشارت إذاعة جيش الاحتلال إلى أن المسيرة المهاجمة أطلقت صاروخا على قاعدة تدريب لواء غولاني قبل أن تصطدم بمكان تناول الطعام داخل القاعدة، مما يعيد للذاكرة استخدام الحزب هذا النوع من المسيرات المحملة بصواريخ للمرة الأولى في مايو/أيار 2024 عندما هاجمت مسيرة مزودة بصاروخين موقعا عسكريا إسرائيليا في المطلة.
يأتي نجاح الهجوم على قاعدة لواء غولاني، والقدرة على تجاوز الدفاعات الجوية بطبقاتها المتعددة، بعد أقل من شهر على الهجمات الإسرائيلية القاسية والمباغتة التي تلقاها حزب الله والتي أودت بأبرز قادته والعديد من مخازن أسلحته، وبنيته التحتية العسكرية، مما أثار تساؤلات حينها حول مدى قدرة الحزب على التماسك ومواصلة القتال ضمن منظومة تحكم وسيطرة فاعلة في ظل تلك الأجواء.
ويشير هجوم "بنيامينا" إلى أن حزب الله يمضي في مسيرة التعافي من صدمة الضربات الإسرائيلية التي تلقاها، فنجاح مسيرة في الوصول إلى هدفها جنوب حيفا لتصيب قاعدة عسكرية لحظة تناول الجنود للطعام، وبالتزامن مع إطلاق صليات صاروخية باتجاه نهاريا وعكا لتشتيت الدفاعات الإسرائيلية وقت الهجوم، يوضح وجود نظام قيادة وسيطرة قام بتنسيق وتنظيم الجهود بين استخدام القوتين الجوية والصاروخية، فضلا عن وجود معلومات استخبارية مسبقة دقيقة بمكان القاعدة المستهدفة، إضافةً لما تشير إليه بعض التحليلات من معرفة حزب الله جدول تحركات جنود الاحتلال في تلك القاعدة وتناولهم الطعام في ذلك التوقيت وتلك القاعة.
وايا كانت طبيعة الرد داخل الكيان فالواقع يقول، إن هجوم بنيامينا أثبت أن العدوان على لبنان لن يكون نزهة، وأن الاحتلال يتعرض لحرب استنزاف يومية تثقل كاهله ماديا وبشريا، لا سيما في ظل رفض الحريديم التجنيد بالجيش، ومشكلة تمديد فترات خدمة جنود الاحتياط، مما يبدد النشوة بالإنجازات المتتالية التي تحققت ضد حزب الله منذ حوادث تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي ثم اغتيال قادة قوة الرضوان وصولا لاغتيال نصر الله.
فترى ما الذي تحمله الساعات القادمة من تطورات ستشهدها الساحة، في ظل ترقب يخطف السمع و الأبصار؟؟؟

هل تغيّر مسيّرة حزب الله معادلات الحرب؟