تقارير خاصة

ملفات إقليمية ودولية على طاولة اللقاء بين ترامب ونتنياهو!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

من واشنطن، إلى الدوحة، مروراً بغزة وطهران، عُقد اللقاء الثالث بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ عودة ترامب إلى السلطة.

لقاءٌ وُصف بأنه أحد أكثر اللقاءات حرجاً وتأثيراً في تاريخ العلاقة الأميركية الصهيونية، لا سيما بعد أن أُعلن خلاله أن نتنياهو قدّم وثيقة رسمية لترشيح الرئيس الأميركي لنيل جائزة نوبل للسلام.

هذا اللقاء الذي اتخذ طابعاً خاصاً على مأدبة عشاء بعيداً عن كاميرات الصحافة، حمل في طيّاته ملفات سياسية وأمنية بالغة الحساسية، في مقدّمتها: الحرب على غزة، الملف النووي الإيراني، إعادة رسم التحالفات الإقليمية، وسيناريوهات التهجير في القطاع.

يأتي اللقاء في ظل تحولات سياسية داخلية وخارجية لكل من الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، حيث يسعى ترامب إلى تعزيز حضوره السياسي في ظل الانتقادات التي تطال سياسته الخارجية، بينما يواجه نتنياهو تحديات داخلية متعلقة بالحرب في غزة والاحتجاجات الداخلية.

تقدّمت الحرب على غزة منذ أكتوبر 2023 جدول المحادثات، مع تأكيد ترامب أن إنهاء الحرب يمثل أولوية قصوى لإدارته، مشدداً على أن المحادثات في الدوحة "تسير على ما يرام".

لكن خلف هذا التفاؤل الأميركي، تظهر الفجوات الحقيقية. الاحتلال الإسرائيلي، وفق ما نقله الإعلام العبري، يرفض الانسحاب الكامل من غزة، بينما تصر حركة حماس على عودة قوات الاحتلال إلى خطوط ما قبل الحرب، وهو ما خلق معضلة تفاوضية محورها آلية إنهاء الحرب، وطبيعة الوضع الأمني بعد وقف النار.

نتنياهو أكد العمل مع واشنطن لإيجاد دول مجاورة تستقبل من يرغب بالخروج من القطاع، في إشارة صريحة إلى إعادة إحياء سيناريو الترحيل الطوعي أو القسري. وفي إشارة واضحة وعلنية وصريحة الى عملية تطهير عرقي وهو ما يعتبر خرقاً فاضحاً للقوانين الدولي.

وعلى ما يبدو من خلال هذا اللقاء أن ترامب يسعى إلى الظهور بمظهر صانع السلام، دون دفع ثمن سياسي حقيقي. ولكن عن أي سلام يتحدثون، عن سلام وسط حرب دموي وتطهير عرقي وإبادة جماعية أدت الى استشهاد مئات الآلاف من سكان القطاع.

على طاولة العشاء، لم تغب طهران، فالمفاجأة كانت في إعلان ترامب عن استئناف الحوار الأميركي الإيراني، مشيرًا إلى اجتماع وشيك بين الطرفين. هذا التناقض بين التصعيد العسكري والانفتاح الدبلوماسي يُعبّر عن النهج الذي يعتمده ترامب، ساعياً إلى تحقيق اختراق دبلوماسي يُوظف انتخابيا.

وفي مشهد لافت وغريب إذا أصح التعبير، قدّم نتنياهو للرئيس ترامب نسخة من رسالة ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام، قائلاً: "أنت ترسي السلام في منطقة تلو الأخرى". خطوة يُرى فيها محاولة لإعادة رسم صورة ترامب كـ "صانع سلام"، في مواجهة الانتقادات الواسعة لسياسته الخارجية.

لكن هذه الخطوة أثارت جدلًا واسعًا، خاصة في ظل تواصل الحرب الكارثية في غزة، التي تسببت حتى الآن في مقتل وإصابة أكثر من 194 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، في حرب وصفتها جهات دولية بـ "الإبادة الجماعية"، ما يجعل من ترشيح ترامب لمثل هذه الجائزة محل انتقاد شديد دولياً.

يُظهر هذا اللقاء بين ترامب ونتنياهو مشهدًا سياسيًا معقدًا، تحكمه الحسابات الانتخابية من جهة، والمصالح الاستراتيجية من جهة أخرى. فبينما يسعى ترامب لاستعادة صورته كصانع سلام، يحاول نتنياهو كسب دعم أميركي. قد يكون اللقاء لتوضيح غياب الفعل الحقيقي لصالح الاستعراض السياسي، ويستمر نزيف الدم الفلسطيني وسط صمت دولي عاجز.

 

 

 


ملفات إقليمية ودولية على طاولة اللقاء بين ترامب ونتنياهو!