تقارير خاصة

مفاتيح القدس سيستلمها واحد منكم.. فمن هو أبو عماد الذي وقّع نتنياهو على اغتياله؟

إسلام جحا - خاصّ الفجر

"مفاتيح القدس سيستلمها واحد منكم".. هكذا يُبشِّر القيادي في كتائب القسّام، الشهيد محمد شاهين، إخوانه المجاهدين بالنصر القريب وتسلُّم مفاتيح القدس، قبل أن تعاجله يد الغدر الصهيونية، فينال إحدى الحسنيين التي تمنّاهما، وهي الشهادة في سبيل الله.

رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، خرج من جلسة محاكمته لمدة 20 دقيقة للمصادقة على عملية اغتيال شاهين في لبنان، وهو الذي تلطخت يداه بدماء الأبرياء في كلٍّ من غزة ولبنان على مدى الأعوام الماضية.

ارتقى شاهين بعد أن استهدفت مسيّرة صهيونية معاديةٌ سيارته بغارة في صيدا يوم الاثنين، ما أدى إلى استشهاده.

إذاعة جيش العدو قالت: إن الهجوم استهدف شخصية عسكرية بارزة في الحركة، قبيل إعلان المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، في منشور عبر "إكس"، أن الغارة نُفِّذت في عملية مشتركة بين جيش العدو و"الشاباك"، مشيرًا إلى أن شاهين كان قائد مديرية العمليات في حماس في لبنان.

وأضاف أدرعي أن شاهين كان يروِّج لمخططات عسكرية ضد الكيان بتمويل وتوجيه إيراني انطلاقًا من الأراضي اللبنانية، كما زعم أنه تورّط في تنفيذ عمليات إطلاق صواريخ على الجبهة الداخلية التابعة للاحتلال خلال الحرب الأخيرة.

وفي السياق نفسه، قال تامير هايمان، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال، إن اغتيال شاهين مرتبط أكثر بالعمليات الجارية في الضفة الغربية، وليس بالوضع في لبنان أو غزة، مشيرًا إلى أن العملية استهدفت مسؤولًا في قسم توجيه العمليات في الضفة الغربية، ومؤكدًا أنه حتى خلال وقف إطلاق النار، يمكن تصفية قادة حماس، على حد تعبيره.

بدورها، زفّت كتائب القسام، الجناحُ العسكري لحركة حماس، أمس الاثنين، القائد محمد شاهين "أبو عماد"، أحدَ قادتها الذين ارتقوا في غارة معادية.

وأكدت الحركة أن يد الغدر الصهيونية التي امتدت إلى ساحات الشتات، كما امتدت إلى ساحة الوطن في الداخل، لن تفلح في كسر إرادة المقاومة، مضيفةً: "إن العدو الصهيوني، الذي يواصل سياسة الاغتيالات الجبانة بحق قادة وأبطال المقاومة، يتحمّل كامل المسؤولية عن تبعات جرائمه وسيدفع ثمنها غاليًا".

فمن هو محمد شاهين الذي حظي بهذا الاهتمام؟

وُلد محمد شاهين - ولقبه أبو عماد - في مخيم البقعة في الأردن لعائلة فلسطينية من قطاع غزة، وهو يحمل الجنسية الأردنية. وقد اغتيل أخوه حمزة قبله بسنوات، في انفجار استهدف مخيم البرج الشمالي جنوب لبنان.

ويُعد شاهين قياديًا رفيعًا في حماس، وهو مسؤول قسم العمليات في كتائب القسّام في لبنان. كما أنه مقرّب من صالح العاروري، النائب السابق لرئيس المكتب السياسي للحركة، الذي اغتاله الاحتلال في الضاحية الجنوبية لبيروت في 2 يناير/كانون الثاني 2024.

وتقول وسائل إعلام عبرية إن شاهين كان يدير عملية التنسيق والاتصال مع حزب الله اللبناني، وإنه "كان جزءًا من التخطيط لعمليات فدائية في الضفة الغربية مع العاروري وزكي شاهين".

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أنه كان يرأس "قسم عمليات حماس في لبنان"، الذي يخطط للهجمات على أهداف صهيونية في الخارج.

وهكذا، يبقى اغتيال محمد شاهين جزءًا من مسلسل الاستهداف المستمر لقادة المقاومة الفلسطينية، في محاولة يائسة لكسر إرادة الصمود والمواجهة. لكن كما أثبت التاريخ، فإن مثل هذه الاغتيالات لم تُضعف المقاومة، بل زادت من تماسكها وإصرارها على المضي قدمًا في مسيرتها.


مفاتيح القدس سيستلمها واحد منكم..  فمن هو أبو عماد الذي وقّع نتنياهو على اغتياله؟