إعداد: أمل الزهران.
خاص: شبكة الفجر.
لبنان يدخل رسمياً زمن الانتخابات البلدية،
حيث وقع وزير الداخلية والبلديات، أحمد الحجار، قرارات دعوة الهيئات الانتخابية في
محافظتي لبنان الشمالي وعكار، لإجراء انتخابات المجالس البلدية والمجالس الاختيارية
في 11 أيار 2025. هذا الإعلان يشكل بداية العد التنازلي لاستحقاق طال انتظاره، بعد
سلسلة من التأجيلات التي خلفت فراغاً كبيراً في إدارة البلديات.
والجدير بالذكر أن الانتخابات البلدية
ستتم على مراحل بعكس الانتخابات النيابية، حيث حددت وزارة الداخلية أياماً معينة لكل
محافظة، بدءًا من جبل لبنان وذلك في 4 من أيار الشهر القادم. هذا التوزيع الزمني يأتي
في إطار خطة لوجستية تهدف إلى تأمين حماية مراكز الاقتراع، وضمان مراقبة الانتخابات
بدقة، مع التأكد من نزاهة التدقيق في النتائج.
يواجه لبنان اليوم تحدياً كبيراً في
مسار إجراء الانتخابات البلدية الذي ستجري بعد تسع سنوات من التأجيلات المتواصلة، التي
تركت العديد من البلديات في حالة فراغ إداري وخدماتي. هذا الفراغ أثر بشكل كبير على
مستوى الخدمات الأساسية التي تقوم بها البلديات.
تكتسب هذه الانتخابات أهمية خاصة، إذ
تأتي في وقت حاسم، مع بداية عهد رئاسي جديد يعكس رغبة قوية في إعادة بناء الثقة في
مؤسسات الدولة. بعد سنوات من الفراغ، تمثل هذه الانتخابات خطوة هامة لإعادة تشكيل المجالس
البلدية وإعادة العمل البلدي إلى مساره الصحيح.
علاوة على ذلك، فالانتخابات البلدية
تم تأجيلها ثلاث مرات ورغم تعدد التأجيلات، ترفض غالبية القوى السياسية أي تأخير آخر
في إجرائها.
لكن في المقابل، لا يمكن تجاهل الصعوبات
الكبيرة التي ستواجه إجراء هذه الانتخابات في بعض المناطق، خاصة في الجنوب اللبناني.
في ظل التحديات الأمنية الناتجة عن العدوان الصهيوني المتكرر والمستمر، مما يشكل عائقاً
كبيراً في المشاركة في العملية الانتخابية بشكل طبيعي خاصة في بلدات الشريط الحدودي
في جنوب لبنان، الممتدة من الناقورة إلى العرقوب مروراً بالعديد من القرى والمناطق
الحدودية. وتظل المسألة الأمنية على رأس الأولويات في تلك المناطق، مما يتطلب جهودًا
استثنائية من السلطات المعنية لضمان إجراء الانتخابات في أجواء من الأمن والاستقرار.
وتجدر الإشارة إلى أن الانتخابات في
الجنوب ستجري في 26 أيار، الذي يصادف ذكرى التحرير، وهو ما يضيف دلالة وطنية خاصة لهذه
المناسبة.
تبرز أهمية هذه الانتخابات في كونها فرصة حقيقية
لتغيير المسار البلدي في لبنان. إذ يتطلع المواطنون إلى مرحلة جديدة من العمل البلدي
القائم على الشفافية والكفاءة، بعيدًا عن الفساد والمحسوبيات التي عطلت الكثير من المجالس
في السابق. إن نجاح هذه الانتخابات سيكون خطوة مهمة نحو تحسين حياة المواطنين وبناء
مستقبل أفضل للبنان.
وبينما يدخل لبنان في مرحلة جديدة من
الانتخابات البلدية، يبقى الأمل كبيراً في أن تكون هذه الانتخابات بداية لإصلاح حقيقي،
ينعكس على حياة المواطن اللبناني، ويعيد تشكيل مستقبل البلديات بما يتناسب مع تطلعات
الشعب اللبناني.