إعداد: أمل الزهران.
خاص: شبكة الفجر.
من نيويورك… إلى الجنوب اللبناني، مرورًا
بقضايا النزوح، والإصلاح، والحوار.
لبنان حاضرٌ بقوة هذا الأسبوع في أعمال
الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمناسبة مرور 80 عامًا على تأسيس المنظمة
الدولية. حضورٌ لا يقتصر على التمثيل الرسمي، بل يتعداه إلى مواقف سياسية واضحة، ورسائل
داخلية وخارجية، نقلها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال سلسلة لقاءات واجتماعات،
وبخطابه أمام الجمعية العمومية يوم أمس.
في كلمته أمام الجمعية العامة والتي
اتسمت بالوضوح والعمق، شدد عون على أن لبنان "اختار الحياة" ولن يكون مستنقع
حروب، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف الاعتداءات الصهيونية، وانسحاب
العدو من كامل الأراضي اللبنانية، وتطبيق القرار 1701 بالكامل.
في كلمته، أطلّ عون من نافذة تاريخية،
مستحضرًا دور لبنان في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948 عبر المفكر شارل
مالك، ليؤكد أن لبنان لا يطلب امتيازًا، بل عدالة دولية ومسؤولية مشتركة للحفاظ على
نموذجه الفريد في العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين.
لكن، لم يكن خطاب الرئيس اللبناني محطة
يتيمة في نيويورك، بل ترافقت الكلمة مع نشاط دبلوماسي واسع على هامش الجمعية العامة.
الرئيس عون عقد لقاءات متعددة مع قادة وزعماء دوليين، كان أبرزها مع وزير خارجية ألمانيا
يوهان فاديفول، ورئيس جمهورية التشيك بيتر بافيل، ورئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر
ميريانا سبولياريتش.
في هذه اللقاءات، وضع عون الملف الجنوبي
على الطاولة، وشدد على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية وآخرها مجزرة بنت جبيل، مؤكدًا
أن الجيش اللبناني يلتزم باتفاق تشرين الثاني الماضي، ويقوم بواجبه الكامل بالتعاون
مع "اليونيفيل". كما أشار إلى أن القرار اللبناني بحصر السلاح بيد الدولة
واضح، لكن تنفيذه يصطدم باستمرار الاحتلال الإسرائيلي لعدد من التلال والأراضي.
وفي موقف لافت من على منبر الأمم المتحدة،
جعل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من الملف اللبناني نقطة مركزية في كلمته،
مؤكدًا على التزام الدوحة الثابت تجاه لبنان ومؤسساته، وداعيًا إلى انسحاب الاحتلال
الإسرائيلي من المواقع التي احتلها مؤخرًا.
هذا الموقف الخليجي، وإن بدا امتدادًا
للمواقف السابقة، إلا أنه يؤشر إلى استمرار الرعاية العربية للبنان، لا سيما من قبل
قطر والمملكة العربية السعودية، في ملفات الدعم السياسي والاقتصادي والأمني.
من نيويورك، حمل لبنان صوته إلى العالم،
مؤكدًا أنه لا يزال فاعلًا، رغم كل الأزمات.
حضور
لبناني لافت، بدبلوماسية وواقعية… ورسالة مفادها: لا تتركوا لبنان.