تقارير خاصة

لبنان تحت الضغط: خروقات صهيونية وتغيير في قواعد الاشتباك!

أمل الزهران/ خاص الفجر

في ظلّ توتّر غير مسبوق على الحدود الجنوبية، تدخل المنطقة اليوم مرحلة شديدة الحساسية، مع استمرار التصعيد الإسرائيلي وارتفاع وتيرة الخروقات العسكرية في جنوب لبنان وعمقه، بما يشمل مناورات عسكرية، خروقات جوية وبرية، وعمليات إغتيال. فبعد يوم واحد فقط على استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت في غارة صهيونية، تتجه الأنظار إلى الحدود حيث ترفع قوات العدو حالة التأهّب إلى أعلى مستوياتها.

قوات العدو أعلنت يوم أمس بدء مناورات واسعة في الجليل الشرقي، تشارك فيها وحدات برية وجوية، بالتزامن مع تحليق مكثّف للطيران الحربي والمسيّر في سماء الجنوب اللبناني وصولًا إلى النبطية وإقليم التفاح. كما رفع العدو مستوى التأهب في منظومات الدفاع الجوي شمال الداخل المحتل.

ميدانياً، تشهد المناطق الحدودية سلسلة خروقات تكشف حجم التصعيد، أبرزها تحركات لآليات الاحتلال في محيط الموقع المستحدث في أطراف بلدة عيترون، تزامنًا مع أعمال تحصين واسعة في الموقع. كما نفّذت قوات العدو قصفًا باتجاه عناصر الدفاع المدني اللبناني خلال محاولتهم إخماد حريق شبّ بين بلدتي يارين والزلوطية.

التصعيد الصهيوني سواء عبر الغارات أو المناورات أو المداهمات – يشير إلى تحوّل واضح في قواعد الاشتباك. ما جرى ليس مجرد "خروق" ولا "رسالة" ولا "ردّ موضعي"… بل اعتداء على سيادة بلد بأكمله. الاعتداءات المستمرة باختلاف وتيرتها، ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من انتهاكاً صارخاً وفي المقابل، يقف العالم صامتاً أمام ما يحصل من انتهاكاتٍ للسيادة الوطنية، ولكل المواثيق والقرارات الدولية.

أما فيما يتعلق بالمواقف الرسمية، فقد شدّد رئيس الحكومة نواف سلام، في تصريح عبر منصة "أكس"، على أنّ توحيد الجهود خلف الدولة ومؤسساتها يشكّل أولوية المرحلة، مؤكداً أنّ حماية اللبنانيين تقع في صلب عمل الحكومة التي تواصل تحرّكها السياسي والدبلوماسي مع الدول الشقيقة والصديقة لوقف الاعتداءات ومنع التصعيد. وأكد سلام أن الاستقرار لن يترسخ إلا بالتطبيق الكامل للقرار 1701 وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وتمكين الجيش اللبناني من تنفيذ مهامه.

من جهته، اعتبر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أنّ تزامن الاعتداء مع ذكرى الاستقلال يشكل دليلاً إضافياً على تجاهل العدو للقرارات الدولية ورفضها مبادرات التهدئة. ودعا عون المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والتحرّك الجدي لوقف الاعتداءات، محذراً من أن استمرارها قد يقود إلى تدهور يعيد التوتر إلى المنطقة ويفتح الباب أمام مزيد من الضحايا.

وعلى وقع هذا المشهد الميداني المتسارع، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا في الشارع اللبناني:

هل يتجه الوضع الأمني نحو تصعيدٍ أكثر خطورة وتتحول الاعتداءات إلى حربٍ موسعة؟


لبنان تحت الضغط: خروقات صهيونية وتغيير في قواعد الاشتباك!