إسلام جحا - خاصّ الفجر
أثار استخدام العدو الإسرائيلي للفوسفور
الأبيض خلال عدوانه على لبنان مخاوف متزايدة بين المزارعين والخبراء البيئيين في المناطق
الجنوبية التي تعرضت للقصف. وتتمحور هذه المخاوف حول تأثير المادة الحارقة على المزروعات
والأشجار المثمرة، مثل الزيتون والحمضيات، إضافة إلى التأثيرات المحتملة على التربة
وإنتاجية المحاصيل على المدى الطويل.
وقد أكدت وزارتا الزراعة والبيئة أمس أنّ الفحوصات المخبرية الأولية أظهرت عدم
تأثر المحاصيل الزراعية، ولا سيّما الزيتون، بالفوسفور الأبيض، ممّا يجعل استهلاكها
آمنًا. ومع ذلك، أشار خبراء إلى أن التأثيرات غير المباشرة لهذه المادة قد تظهر على
المدى البعيد، حيث يمكن أن تؤثر الترسّبات الفوسفورية في التربة على نمو الأشجار وإنتاجيتها،
خاصة في الأراضي التي شهدت تركّزًا عاليًا لهذه المادة.
وأوضح المختصّون أن الفوسفور الأبيض،
باعتباره مادة حارقة، يتسبب في حرائق واسعة النطاق تؤدي إلى تلف المحاصيل والغابات
الطبيعية، ممّا يشكل تهديدًا مباشرًا للغطاء النباتي والتنوع البيئي. كما أن احتراق
التربة والغبار الناتج عن هذه المادة قد يؤثر سلبًا على خصوبتها وتركيبتها الكيميائية،
الأمر الذي يستوجب إجراءات لمعالجة التربة وإعادة تأهيلها لضمان استمرار الإنتاج الزراعي.
وفي هذا السّياق، شددت الوزارتان على
أهمية متابعة الوضع البيئي والزراعي في الجنوب، واتخاذ التدابير اللازمة لدعم المزارعين
ومساعدتهم على استعادة خصوبة أراضيهم. كما أكدت الجهات الرسمية التزامها بإجراء المزيد
من الفحوصات لضمان سلامة المزروعات، واتخاذ خطوات لحماية البيئة وصحة المواطنين في
ظل التحديات البيئية الناجمة عن العدوان.
ويُعرف الفوسفور الأبيض بأنه مادة كيميائية
حارقة تستخدم في بعض الذخائر العسكرية، وتأثيرها على الأشجار في الجنوب أو أي منطقة
أخرى يمكن أن يكون مدمرًا. وعند تعرض الأشجار للفوسفور الأبيض، تحدث عدة تأثيرات.
ويصبح الفوسفور الأبيض خطرًا عند ملامسته
للأكسجين، ما يؤدي إلى احتراق الأشجار والنباتات بشكل سريع. كما تنتج عنه غازات سامة
تؤثر على البيئة المحيطة، مما قد يعيق نمو الأشجار أو يؤدي إلى موتها، أو تلوث التربة
والمياه.
ويترقب المزارعون نتائج الفحوصات الإضافية
والتوصيات التي ستصدر عن الجهات المختصة، في وقت يبقى فيه القلق قائمًا بشأن التداعيات
طويلة الأمد لاستخدام الفوسفور الأبيض على القطاع الزراعي والموارد الطبيعية في لبنان.