تقارير خاصة

فرص دبلوماسية جديدة للبنان بين الرسائل الأميركية والسعودية!

أمل الزهران/ خاص الفجر

في ظلّ مرحلة دقيقة يمرّ بها لبنان سياسياً واقتصادياً، شهدت الأيام الماضية حراكاً دبلوماسياً لافتاً، يعكس اهتماماً دولياً متجدّداً بالساحة اللبنانية وإعادة ضبط مسار العلاقات مع بيروت.

البداية من الجولة الأولى للسفير الأميركي الجديد في لبنان، ميشال عيسى، الذي استهل مهامه بتقديم أوراق اعتماده إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا، ناقلًا تحيات الرئيس الأميركي ومؤكدًا حرص بلاده على تعزيز العلاقات اللبنانية – الأميركية. وقد شدّد الرئيس عون خلال اللقاء على أهمية استمرار التعاون بين الجانبين، مرحبًا بالسفير الذي يحمل جذورًا لبنانية.

بعدها، انتقل السفير عيسى إلى عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في زيارة بروتوكولية تخلّلها عرض للأوضاع العامة. وبحسب المعلومات، فقد كان اللقاء "جيدًا وصريحًا"، فيما أبدى السفير استغرابه من استمرار المماطلة في تنفيذ الإصلاحات، متسائلًا بوضوح: "ماذا تنتظرون؟"، في إشارة إلى ضرورة استثمار "نافذة الأمل الحالية" قبل فوات الأوان.

واختتم السفير جولته في السراي الحكومي بلقاء رئيس الحكومة نواف سلام، الذي تمنى له التوفيق في مهامه، وأهداه نسخة من كتابه «لبنان بين الأمس والغد». وقد أكد السفير مجدداً التزام واشنطن دعم استقرار لبنان وتشجيع مسار الإصلاح.

وفي موازاة الحراك الأميركي، سُجّل تطوّر سعودي مهم باتجاه بيروت، إذ وصل وفد سعودي رفيع برئاسة يزيد بن فرحان لمناقشة الإجراءات العملية لرفع الحظر عن الصادرات اللبنانية إلى المملكة. الوفد عقد اجتماعًا في السراي الحكومي مع الرئيس نواف سلام، الذي شدد على أهمية هذه الخطوة للاقتصاد اللبناني، طالبًا من الجهات المعنية إزالة كل العقبات المتبقية.

وأكد سلام أنّ المبادرة السعودية جاءت نتيجة التنسيق بين الرئيس جوزاف عون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مشيدًا بمواقف المملكة الداعمة لاستقرار لبنان. وجدد رئيس الحكومة تعهّد بلاده بأن لا يكون لبنان منصّة لزعزعة أمن الدول العربية ولا معبرًا لتهريب الممنوعات.

مشاركة الوفد السعودي في مؤتمر "بيروت 1"، تُعدّ بدورها إشارة إضافية إلى رغبة الرياض في إعادة بناء علاقة اقتصادية متينة مع بيروت، بعد سنوات من الفتور.

وبين الرسائل الأميركية الواضحة، والعودة السعودية إلى الانفتاح الاقتصادي، يبدو أن لبنان أمام لحظة دبلوماسية دقيقة، قد تفتح الباب أمام فرص جديدة… إن حَسُن استغلالها.

 


فرص دبلوماسية جديدة للبنان بين الرسائل الأميركية والسعودية!