تقارير خاصة

غزة على شفا التصعيد: ماذا بعد رفض المقترح الأميركي وتهديدات الاحتلال الإسرائيلية؟

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

غزة على شفا التصعيد، فبعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، ووجدت غزة نفسها في مرحلة رمادية وضبابية معالمها تكاد تكون غير واضحة. مع العلم بأن المرحلة الأولى انتهت دون أن تبدأ المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية، والتي كان من المفترض ان تنطلق في 3 من شهر شباط.

مماطلة الاحتلال في الالتزام بالاتفاق وتهربه من المفاوضات ليست بتصرف بعيدٍ عن عدو غاشم يرتكب جرائم حرب وإبادة جماعية. ولعل هذه المماطلة جاءت نتيجة حسابات داخلية وخارجية لنتنياهو، الذي يسعى لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة، بعد فشله الذي مني به خلال العدوان على غزة. الاتجاه التصعيدي الحاصل في الاتفاق، يفتح المجال لطرح تساؤلات حول السيناريوهات المحتملة والمقلقة في الفترة المقبلة.

وميدانياً وفي قررٍ عدواني وتعسفي لا يأخذ الإنسانية بعين الاعتبار ولاقى ردود أفعال غاضبة من المجتمع الدولي والرأي العام، أعلنت رئاسة وزراء الكيان الإسرائيلية يوم أمس أن نتنياهو قرر "وقف إدخال جميع البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة ابتداءً من صباح يوم الأحد، مع انتهاء المرحلة الأولى ورفض حركة حماس لمقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بشأن التهدئة المؤقتة خلال شهر رمضان".

هذا المقترح الأمريكي يقضي بوقف إطلاق النار خلال رمضان والفصح اليهودي، مع إطلاق سراح نصف الرهائن في اليوم الأول. وفي حال التوصل إلى اتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار، سيتم الإفراج عن بقية الرهائن في نهاية الهدنة.

وأبدت الحركة رفضها القاطع لهذا المقترح، كما أدانت حركة حماس في بيان لها قرار نتنياهو القاضي بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، معتبرة أنه "ابتزاز رخيص وجريمة حرب وانقلاب سافر" على اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف البيان أن "الكيان يسعى لفرض وقائع سياسية على الأرض بعد فشل جيشه في تحقيقها خلال 15 شهرًا"، مشيرة إلى أن "مزاعم تل أبيب بشأن انتهاك الحركة للاتفاق هي ادعاءات مضللة، تهدف إلى التغطية على انتهاكاتها اليومية وتعطيل البروتوكول الإنساني".

ودعت حماس الوسطاء والمجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف "إجراءاتها العقابية ضد أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة"، مؤكدة التزامها الكامل بتنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث واستعدادها لبدء مفاوضات المرحلة الثانية.

فيما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

يظل الوضع في غزة معلقاً بين التهديدات والضغوط الدولية، مما يضاعف من تعقيد المشهد الإنساني والسياسي. الوقت يمر بسرعة، ونجاح التهدئة أو حدوث تصعيد العسكري في الأيام المقبلة سيحدد بشكل كبير ملامح المرحلة المقبلة.


غزة على شفا التصعيد: ماذا بعد رفض المقترح الأميركي وتهديدات الاحتلال الإسرائيلية؟