إعداد: أمل الزهران.
خاص: شبكة الفجر.
في وقتٍ تستمر فيه آلة الحرب الصهيونية
في حصد الأرواح في غزة المنكوبة، يرتفع صوت الضمير الإنساني في مدن العالم، من الشرق
إلى الغرب، من الجنوب إلى الشمال، ليُعلن أن الصمت جريمة.
شهدت عدة مدن في العالم، خلال يومي
السبت والأحد، موجة واسعة من المظاهرات المنددة بالحرب الصهيونية على قطاع غزة، والمطالبة
بوقف عمليات القصف والتجويع، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة.
وشملت المظاهرات مدناً وعواصم عربية
وأجنبية، في مقدمتها الرباط، تونس، إسطنبول، لندن، باريس، أمستردام، نيويورك، ستوكهولم،
برلين، جنيف، أثينا، وسول. ورفع المحتجون في معظم هذه المظاهرات شعارات تطالب بوقف
فوري لإطلاق النار، ورفع الحصار عن غزة، ورفض سياسة التهجير القسري والتجويع الممنهج،
إضافة إلى محاسبة المسؤولين في الكيان على جرائم الإبادة الجماعية.
مشهد يزداد اتساعاً، كأنه موج البحر
يرتطم بجدران التواطؤ الدولي، حاملاً معه أصواتاً تهتف من أجل غزة، من أجل الكرامة،
من أجل الحياة. مشهد التضامن اليوم لم يعد مجرد وقفة احتجاجية... بل هو موقف انساني
في وجه سياسة الإبادة، وصرخة ضمير في وجه المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين
في غزة.
الآلاف خرجوا... رجال ونساء، كبار وصغار
في مظاهرات عابرة للحدود والهويات... مشهد إنساني نادر، يتجلى فيه المعنى الأعمق للوحدة،
حين يلتقي المختلفون على موقف واحد: لا للإبادة، لا لتجويع، لا للحصار.
في المغرب، خرج الآلاف رافعين لافتات
وينادون: "غزة تحت الحصار.. والضمير في انكسار". مشهد يعيدنا إلى عمق الارتباط
الشعبي بالقضية الفلسطينية.
أما في تونس، فقد احتشد المئات أمام
المسرح البلدي... ساحة النضال الدائم، حيث هتفوا ضد الاحتلال والتجويع، رافعين أعلام
فلسطين وأواني فارغة، في رمزية واضحة لما تعانيه غزة من جوع ومجاعة.
في كوالالمبور، شارك الآلاف في مظاهرة
ضخمة تحت شعار "ماليزيا تنهض من أجل فلسطين".
وفي إسطنبول، اجتمعت 15 منظمة مدنية
تركية تحت شعار "كن أملًا لغزة"... الأعلام الفلسطينية ترفرف في شوارع المدينة
، والمطالب واضحة: "أوقفوا الإبادة.. افتحوا المعابر.. ارفعوا الحصار".
أمستردام، ستوكهولم، جنيف، برلين، باريس،
أثينا، لندن... أسماء لعواصم أوروبية اختلفت في التاريخ والسياسة، لكنها اليوم توحّدت
على مطلب واحد: إنهاء المجازر، وقف الإبادة الجماعية، ومحاسبة المجرمين. من طنجة إلى
سيول، من باريس إلى كوالالمبور... شعوبٌ انتفضت، رافضة الصمت أمام إبادة جماعية لم
يستطع المجتمع الدولي إيقافها.
ومع كل علم فلسطيني يُرفع، وكل صوت
يهتف: "ارفعوا أيديكم عن غزة"…
صوت الضمير، صوت الشعوب، من أجل غزة.