إعداد: أمل الزهران.
خاص: شبكة الفجر.
وسط التصعيد العسكري والتوتر الأمني
الذي يسود المنطقة نتيجة المواجهات العسكرية بين إيران والكيان الإسرائيلي، وما يشهده
الشرق الأوسط من تطورات عسكرية متسارعة تهدد بتوسّع رقعة النزاع، يبرز لبنان من جديد
كأحد أكثر النقاط حساسية في هذا المشهد المضطرب.
وفي هذا السياق، ترأس رئيس الجمهورية
العماد جوزاف عون، اجتماعاً أمنياً موسعاً في قصر بعبدا، خُصص لمتابعة التطورات الإقليمية
وانعكاساتها المحتملة على لبنان، ولإقرار سلسلة من الإجراءات الاستباقية الهادفة إلى
تعزيز الجهوزية الداخلية.
الاجتماع، الذي عُقد، حضره وزراء الدفاع
والداخلية والأشغال، إلى جانب قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية كافة، وممثلين عن مخابرات
الجيش وشعبة المعلومات، في مشهد يعكس خطورة المرحلة والقلق الرسمي البالغ حيال ما قد
ينتج عن المواجهات الإقليمية من تداعيات أمنية وسط حرصٍ من الدولة اللبنانية على الحفاظ
على استقرار لبنان. خصوصاً في ظل التطورات الأمنية وانعكاساتها المحتملة على المنطقة
كاملةً، بالإضافة إلى سلامة الطيران المدني، وحركة الملاحة في مطار رفيق الحريري الدولي.
وبحسب البيان الرئاسي، تم اتخاذ مجموعة
من الخطوات الميدانية والإدارية، شملت رفع الجهوزية في محيط المطار، وتكثيف الدوريات
في الجنوب اللبناني، لاسيما في المنطقة الممتدة جنوب نهر الليطاني، حيث دخلت وحدات
الجيش في حالة تأهب قصوى.
الاجتماع الأمني لم يغفل الجانب الإنساني
– المدني. إذ طُلب من وزارة الصحة رفع مستوى الجهوزية في المستشفيات، وضمان وجود مخزون
طبي كافٍ تحسباً لأي طارئ. كما فُعّلت خطط الحماية المدنية للمرافق الحيوية، بما فيها
البنية التحتية للمطار وشبكات الاتصالات.
رئيس الجمهورية شدد خلال الاجتماع على
ضرورة الجهوزية الأمنية والإدارية لمتابعة الموقف بكافة جوانبه، مؤكداً أن الحفاظ على
الاستقرار الداخلي يُعد أولوية لا مجال للتهاون فيها.
وقد تقرر إبقاء الاجتماعات الوزارية
– الأمنية مفتوحة، لمواكبة التطورات الميدانية ساعةً بساعة، وإجراء التقييم المستمر
للمعطيات التي ترد من الأجهزة المختصة، سواء على المستوى العسكري أو الأمني أو اللوجستي.
وفي موازاة المسار الأمني، نشطت الاتصالات
الدبلوماسية على أعلى المستويات، حيث تلقى الرئيس عون اتصالين من الرئيس الفرنسي إيمانويل
ماكرون، والرئيس القبرصي، أكدا فيهما دعمهما الكامل لاستقرار لبنان وسيادته.
ضمن جهتها، أعلنت شركة طيران الشرق
الأوسط استئناف جميع رحلاتها المغادرة من بيروت، ما عُدّ إشارة إيجابية إلى أن الوضع
لا يزال تحت السيطرة في هذه المرحلة، رغم ضبابية المشهد الإقليمي.
وفي ظل تزايد حدة التوتر الإقليمي،
يواصل لبنان مراقبة التطورات العسكرية والسياسية عن كثب، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة
على المستويين الأمني والدبلوماسي. ومع إبقاء الاجتماعات مفتوحة وتكثيف التنسيق مع
الشركاء الدوليين، يبقى التركيز على اتخاذ خطوات مدروسة تواكب المستجدات وتضمن التعامل
مع أي تداعيات محتملة.