حسين نجم
لم تكن الغربة يومًا حاجزًا أمام المرأة الفلسطينية، فمنذ النكبة وحتى اليوم، أينما وجدت، كان المكان ساحةً للكفاح، والمخيم مهدًا للمقاومة، والغربة فرصة لترسيخ الهوية.
لم تتوقف المرأة الفلسطينية يوماً عن تقديم التضحيات، بل كانت دومًا في قلب المعركة، تُربي الأجيال على حب الوطن، وتدافع عنه بكل السبل.
في الشتات، لم تكن مجرد لاجئة تبحث عن مأوى، بل مناضلة تصنع الأمل رغم المعاناة. في السجون، وقفت صامدة كما فعلت رسمية عودة.. وفي المقاومة، حملت الراية مثل أحلام التميمي، وفي العمل السياسي، دفعت الثمن كما خالدة جرار. حتى في الإعلام، كانت صوتًا لا يسكت، كما كانت شيرين أبو عاقلة، التي بقيت الحقيقة هدفها حتى اللحظة الأخيرة.
في كل زاوية هناك امرأة فلسطينية تحمل وطنها كأنه جزء لا ينفصل عنها.. فهي ليست مجرد لاجئة عابرة في التاريخ، بل حارسةٌ للهوية، وراويةٌ لقصةٍ لا تنتهي.. قصة نضالٍ لم تكن حكرًا على أحد، فهي حملت السلاح حين احتاج الوطن إلى ذلك، وكانت في مقدمة المسيرات، ترفع صور الشهداء وتودّع فلذات أكبادها دون أن تنكسر.
في يوم المرأة العالمي، يُحتفى بنضال النساء حول العالم، لكن نضال المرأة الفلسطينية يحمل بُعدًا آخر، فهو نضال من أجل الأرض، والحرية، والكرامة. لم تكن مسيرتها مجرد مطالبة بالحقوق، بل كانت معركة وجود، حملت فيها همَّ الوطن، حتى تتحقق العدالة وتعود فلسطين حرة.