تقارير خاصة

شرم الشيخ تجمع قادة العالم: تثبيت الهدنة وإعادة إعمار غزة!

أمل الزهران / خاض الفجر

من شرم الشيخ... وعلى ضفاف البحر الأحمر، احتضنت مصر اليوم الاثنين قمة دولية وُصفت بأنها مفصلية في مسار القضية الفلسطينية – والاحتلال الإسرائيلي، تحت عنوان: " قمة شرم الشيخ للسلام"، برعاية مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

القمة التي جاءت بعد اتفاق أولي لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس"، شهدت حضوراً دولياً واسعاً، حيث شارك فيها أكثر من 30 دولة ومنظمة إقليمية ودولية، بهدف تثبيت الهدنة في غزة، ووضع أطر لإعادة الإعمار، إلى جانب الدفع نحو حل سياسي.

من أبرز القادة الحاضرين: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بالإضافة إلى رؤساء وزراء المملكة المتحدة، كندا، وإيطاليا، والمستشار الألماني، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

لكن الحدث الأبرز لم يكن فقط فيمن حضر، بل فيمن لم يحضر. خلف كواليس القمة، خيّم جدل واسع ومفاجآت دبلوماسية، تمحورت حول مشاركة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو بالأحرى، بسبب الجدل حول مشاركته ثم انسحابه في اللحظات الأخيرة.

فقد أعلنت الرئاسة المصرية في وقت سابق اليوم، أن الرئيسين السيسي وترامب اتفقا على دعوة نتنياهو للمشاركة، وذلك خلال مكالمة هاتفية أجريت أثناء وجود ترامب في الداخل المحتل.

بيان رسمي صدر في القاهرة عند الساعة 12:26 ظهرًا أكد مشاركة نتنياهو في القمة. إلا أن هذا الإعلان قوبل بتحفّظات واضحة من عدة دول مشاركة، أبرزها العراق وتركيا.

عند الساعة 1:06 ظهرًا، أي بعد 40 دقيقة فقط من الإعلان الأول، صدر بيان من مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يؤكد عدم مشاركة نتنياهو، مبررًا القرار بتزامن القمة مع عيد العُرش اليهودي، وهو ما تبعته إعادة توضيح من الرئاسة المصرية عند الساعة 1:26 تؤكد فيه أن نتنياهو لن يحضر القمة بسبب الأعياد الدينية.

لكن خلف هذا التبرير الرسمي، هناك تحليلات دبلوماسية وإعلامية جول مشاركة نتنياهو، وخاصة لما تحمله مشاركته من حساسيات سياسية، سواء في ارتكاب جرائم حرب في غزة، أو خشية نتنياهو نفسه من انتقادات داخلية ومن مشهد سياسي قد يُحرجه أمام قاعدته اليمينية.

في لحظة تاريخية تمثلت في توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، من قبل الدول الراعية للوساطة، وهي الولايات المتحدة، ومصر، وقطر، وتركيا.

وجرت مراسم التوقيع وسط حضور دولي رفيع، وفيما غاب الطرفين النزاع عن التوقيع المباشر، أكدت الدول الراعية أن التفاهمات تمت بموافقة الطرفين وتحت إشراف الأمم المتحدة، مع التزام دولي بضمان التنفيذ.

وهكذا، انعقدت قمة شرم الشيخ في مشهد دبلوماسي معقّد، حمل في طياته بداية جديدة. وبين التوقيع والغياب، تبقى الأنظار معلقة على ما ستحمله الأيام المقبلة لغزة والمنطقة.


شرم الشيخ تجمع قادة العالم: تثبيت الهدنة وإعادة إعمار غزة!