تقارير خاصة

شاحنات لا تكفي.. مساعدات محدودة أمام كارثة إنسانية في غزة!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

بعد أكثر من 80 يوماً من الحصار الكامل الذي فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي وُصفت نتائجه بأنها إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، بدأت يوم الأربعاء أولى دفعات المساعدات الإنسانية بالدخول إلى القطاع، في خطوة وصفتها منظمات إغاثية دولية بأنها "قطرة في محيط" الاحتياجات الهائلة لأكثر من مليوني إنسان يعيشون تحت وطأة المجاعة.

بعد ثلاثة أشهر من منع دخول أي مساعدات إنسانية، وصلت إلى قطاع غزة نحو 90 شاحنة، محمّلة بالطحين والمكملات الغذائية وغيرها وذلك عبر معبر كرم أبو سالم. ورغم إعلان الاحتلال إعادة فتح معبر كرم أبو سالم منذ 19 شهر ايار الجاري، فإن دخول هذه الشاحنات تأخر لثلاثة أيام، وسط مماطلة وعرقلة متعمدة.

وذلك عقب ضغوط دولية وانتقادات متصاعدة، وصلت حدّ التهديد بفرض عقوبات من قبل بريطانيا وفرنسا وكندا.

والجدير بالذكر أن أغلب التصريحات الصادرة عن المؤسسات الدولية والجمعيات المحلية تؤكد أن ما تم إدخاله لا يكفي لسد الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية الطارئة.

فيما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بدخول89 شاحنة محمّلة بمساعدات إنسانية متنوعة، جرى تخصيصها لعدد من المؤسسات الدولية والأهلية، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.

كما دخلت في الوقت ذاته 5 شاحنات إضافية تحمل الطحين ولوازم إنتاج الخبز، في محاولة لدعم تشغيل بعض المخابز، وسط نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية نتيجة الحصار المستمر منذ أكثر من 80 يوماً.

وفي السياق ذاته، حذّرت الأمم المتحدة من أن المعدلات الحالية لدخول المساعدات "أقل بكثير" من المطلوب، مشيرة إلى أن القطاع يحتاج إلى أكثر من 700 شاحنة يومياً لتغطية الاحتياجات الغذائية والصحية، بينما لم تدخل سوى 90 إلى 100 شاحنة يومياً منذ بدء ما يسميه الاحتلال "الاستئناف الجزئي".

كما أعلنت الأمم المتحدة أنها تسلمت حمولة نحو 90 شاحنة مساعدات إنسانية يوم الأربعاء، لكنها أكدت أن إدخالها لا يعني بدء التوزيع الفوري، بسبب تعقيدات ميدانية وخطورة الوضع الأمني.

رغم إعلان الاحتلال السماح بإدخال نحو 100 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة، تؤكد الوقائع على الأرض أن الخطوة تأتي في إطار إدارة ممنهجة للمجاعة، وليست استجابة إنسانية حقيقية، بل محاولة لاحتواء الضغوط الدولية المتصاعدة دون تغيير في سياسة الحصار.

وفي تطور خطير، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن قذيفة دبابة إسرائيلية أصابت مستودع أدوية في مستشفى العودة ببيت لاهيا، ما أدى إلى حريق كبير وسط عجز فرق الإنقاذ بسبب تمركز الدبابات في محيط المنشأة.

أمام هذا المشهد المأساوي، تتزايد الدعوات الدولية والمطالب للضغط على الاحتلال وضرورة دخول المساعدات الإنسانية إلى كل أنحاء قطاع غزة. لكن الواقع على الأرض يؤكد أن تجويع المدنيين يقع ضمن سياسةٍ ممنهجة يتبعها الاحتلال، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية.


شاحنات لا تكفي.. مساعدات محدودة أمام كارثة إنسانية في غزة!