تقارير خاصة

زيارة رسمية للرئيس اللبناني جوزف عون إلى الجزائر لتعزيز العلاقات الثنائية!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

بدأ رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بعد ظهر يوم أمس زيارة رسمية إلى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، تستمر يومين، تلبية لدعوة رسمية من نظيره الجزائري الرئيس عبد المجيد.

وتُعد هذه الزيارة هي الأولى لرئيس لبناني إلى الجزائر منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً، ما يمنحها أهمية سياسية ودبلوماسية بالغة، في ظل الأوضاع الإقليمية المعقّدة والظروف الداخلية التي يمر بها لبنان. استُقبل الرئيس عون في العاصمة الجزائرية بمراسم رسمية لافتة.

ويرافق الرئيس عون في زيارته وفد رسمي رفيع المستوى، يضم وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، ووزير الإعلام بول مرقص، إلى جانب الوزير السابق علي حمية الذي يرافق الوفد كمستشار لرئيس الجمهورية لشؤون إعادة الإعمار.

أما الزيارة فتشمل جلسة محادثات رسمية بين الرئيس عون ونظيره الجزائري في قصر المرادية، على أن يليها لقاءات موسعة مع عدد من كبار المسؤولين الجزائريين، تتناول ملفات ذات طابع اقتصادي، إنمائي، إعلامي وثقافي.

كما سيشمل البرنامج زيارات رمزية لكل من المسجد الكبير وكاتدرائية القلب الأقدس في العاصمة الجزائرية، تعبيراً عن التعدد الثقافي والديني المشترك بين الشعبين اللبناني والجزائري، وتأكيداً على القيم الجامعة بين البلدين.

ومن المتوقع أن يختتم الرئيس الجزائري زيارة نظيره اللبناني بمنحه وسام الاستحقاق الوطني من رتبة "أثير"، وهو من أرفع الأوسمة الجزائرية.

أما فيما يتعلق بالملفات المطروحة، أبرزها ملف الطاقة، إذ ينتظر أن تعلن الجزائر عن هبة نفطية جديدة للبنان تشمل إرسال بواخر محمّلة بمادة الفيول، وذلك دعمًا لقطاع الكهرباء. كما يشكل ملف إعادة الإعمار أحد أبرز أوجه التعاون المرتقبة، إذ تتجه الجزائر الى تقديم الدعم مادي، ستُخصص لإعادة إعمار ما دمرته الحرب الصهيونية الأخيرة على لبنان.

سيُوقّع خلال الزيارة عدد من الاتفاقات الإعلامية، وذلك في إطار تحديث البنية الإعلامية اللبنانية الرسمية. كما سيتم الإعلان عن إنشاء مركز ثقافي جزائري – لبناني في بيروت، وبرامج تبادل إعلامي ومنح دراسية أكاديمية للطلاب. وفي خطوة تحمل بعداً اقتصادياً وسياحياً، من المنتظر الإعلان عن إعادة تشغيل خط الطيران المباشر بين بيروت والجزائر العاصمة، بعد توقفه بسبب الحرب الأخيرة.

كما تأتي هذه الزيارة في سياق جهود لبنانية لإعادة وصل ما انقطع مع العالم العربي وتعزيز سبل التعاون، وسط رغبة رسمية بإحياء المبادرة العربية الشاملة لدعم لبنان، وإعادة العلاقات الرسمية مع الدول العربية.

زيارة الرئيس عون إلى الجزائر ليست فقط زيارة رسمية، بل محطة سياسية-اقتصادية تحمل مؤشرات واضحة على رغبة متبادلة في تجديد العلاقات العربية-اللبنانية، وتحويل التضامن النظري إلى دعم فعلي وملموس في أكثر الملفات إلحاحاً.

وفي وقت يعيش فيه لبنان واحدة من أخطر أزماته المعاصرة، تبقى هذه الخطوات العربية، وعلى رأسها الجزائرية، بمثابة بارقة أمل.


زيارة رسمية للرئيس اللبناني جوزف عون إلى الجزائر لتعزيز العلاقات الثنائية!