تقارير خاصة

زيارة حكومية إلى صيدا... بين رسائل سياسية، وملفات إنمائية مؤجلة منذ سنوات!

أمل الزهران / خاص الفجر.

في زيارةٍ وُصفت بالاستثنائية، حطّ رئيس الحكومة نواف سلام رحاله صباح يوم أمس في مدينة صيدا، في جولةٍ رسمية هي الأولى له، وذلك برفقة وزراء البيئة تمارا الزين، الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، الطاقة والمياه جوزف صدي، إلى جانب شخصيات سياسية ونواب من المدينة وخارجها.

زيارة حملت دلالات سياسية، إنمائية، واجتماعية متعددة، ترافقت مع توقيت دقيق تمر به البلاد، خاصة مع استمرار الانتهاكات الصهيونية، وما خلّفه من تداعيات على الجنوب اللبناني، وتحديدًا على مدينة صيدا التي لعبت دوراً اجتماعياً كبيراً.

استُهلّت الجولة من المستشفى التركي الحكومي، حيث استمع الرئيس سلام إلى شرح مفصّل من رئيسة مجلس الإدارة منى الترياقي عن واقع المستشفى، خدماته، واحتياجاته المتزايدة. الترياقي وصفت المستشفى بأنه "رمز للإصرار على البناء في وجه التحديات"، داعية الدولة لدعم هذا الصرح الإنساني.

ومن المستشفى، توجّه الوفد إلى سرايا صيدا الحكومية، حيث عُقد لقاء موسّع ضم النواب عبد الرحمن البزري، أسامة سعد، وشخصيات أمنية وإدارية. المحافظ منصور ضو استغلّ المناسبة ليطلق النداء قائلاً: "الإدارة تعمل باللحم الحي وتشتاق إلى الدولة كاشتياق المريض للدواء".

في ردّه، شدّد رئيس الحكومة على أن "الدولة عائدة"، وأن "مشروع الحكومة بسيط لكنه كبير في معناه: استعادة ثقة الناس".

في محطته الثالثة، زار الرئيس سلام سوق السمك ومرفأ صيدا الحديث، حيث استمع إلى مطالب الصيادين، واطلع على خطة تطوير المرفأ، بما يشمل تحويله إلى مركز لوجستي متكامل.

وفي زيارة حملت رمزية كبيرة، توجّه الوفد إلى معمل معالجة النفايات الصلبة في سينيق، حيث التقى عددًا من المواطنين الذين اشتكوا من سوء إدارة المعمل ووجود "جبل نفايات" خلفه. الرئيس سلام استمع إلى الملاحظات، وسط دعوات واضحة للمحاسبة وتفعيل الرقابة.

الزيارة، التي استكملت لاحقًا في مستشفى صيدا الحكومي، ثم في بلدية صيدا حيث أُقيم حفل استقبال رسمي، اختُتمت برسالة واضحة أطلقها سلام من قلب المدينة: "لبنان لا ينهض إلا باستعادة دولته، ولا عدالة بلا قانون واحد يُطبّق على الجميع. من صيدا، نبدأ مسيرة دولة عادلة، ديمقراطية، تنموية، وفاعلة".

أكد رئيس الحكومة خلال زيارته لصيدا ارتباطها بملف الجنوب، مشيرًا إلى أن جولاته بدأت بصور والخيام والنبطية. وشدد على أن "العودة والإعمار متلازمان"، معترفًا بتأخر المساعدات لأسباب معروفة، ومؤكدًا السعي لعقد مؤتمر دولي يؤمّن تمويل الإعمار وعودة الأهالي إلى بلداتهم الجنوبية.

زيارة رئيس الحكومة إلى صيدا هدفت إلى إعادة ربط الدولة بالمجتمع المحلي في عاصمة الجنوب. من الملفات الصحية إلى البيئة، من المرافئ إلى الإعمار، وضعت الزيارة خارطة طريق إنمائية متكاملة، بانتظار التنفيذ.


زيارة حكومية إلى صيدا... بين رسائل سياسية، وملفات إنمائية مؤجلة منذ سنوات!