إعداد: أمل الزهران.
خاص: شبكة الفجر.
الساعة السابعة صباحاً، تقود سيارتك
متجهاً إلى عملك في بيروت العاصمة، والتفاؤل يكون سيد الأجواء وتتوقع أن تصل إلى مكان
عملك خلال بضع دقائق. ولكن يصدمك الواقع، ما إن تصل إلى مداخل العاصمة حتى تتفاجأ بزحمة
سير تضل من مداخل العاصمة إلى الناعمة جنوباً. كمية السيارات خيالية، الوجوه المتعبة،
كلها تشير إلى أن الوصول إلى العاصمة لم يعد مجرد ذهابٍ إلى العمل، بل معركة يومية
حقيقة تخوضها لتستنفذ طاقتك قبل أن يبدأ يومك.
ما بين صباحٍ مشرق، وأملٍ في الوصول
سريعًا إلى العمل، هناك بوابات العاصمة، التي تتحوّل مع كل يومٍ إلى مداخل تحمل معاناةً
طويلة. هل هي بداية رحلة إلى بيروت، أم هي بداية اختبارٍ قاسي، يختبر صبر المواطن اللبناني؟
هذا باختصار هو المشهد الصباحي، إذا
أردت أن تتوجه إلى بيروت، زحمة السير في بيروت، ليست مجرد مشكلة مرورية، بل أزمة حقيقية
تضيع الوقت، وتتلف الأعصاب. فالمواطن اللبناني يعبر طريقه إلى بيروت يومياً، ويعيش
معاناة تفوق حدود التحمل
فالواقع اليوم، مسافة 18.6 كم من الناعمة
إلى الأوزاعي يمكن أن تأخذ معك ساعة ونصف أو أكثر. هذه المدى يمضيها المواطن على الطريق،
ليصل أخيراً إلى عمله وقد كانت تلك الساعات قد سلبت منه آخر قطرة من راحته النفسية،
فما يحصل يمكن أن يكون له تأثيرٌ كبير على إنتاجية اليد العاملة اليوم.
هذا الواقع لا يمكن أن يستمر على حاله،
المواطن يعاني يومياً وسط غيابٍ تامٍ لحلول تلوح في الأفق.
فيوم أمس تسبب عطل في إحدى المركبات
بزحمة خانقة امتدت من نفق المطار ومداخل العاصمة إلى الناعمة جنوباً. وخلال جولتنا
في زحمة السير الخانقة كان لنا لقاء مع المواطنين الذين عبروا عن معاناتهم واستيائهم
من هذا الواقع.
وفي خضمّ هذا الواقع المرير، تعلو أصوات
المواطنين مطالبين بخطوات عملية، لا بوعود كحبرٍ على الورق فقط. فالأزمة اليوم تتطلب
حلول جذرية، والحلول وإن بدت مؤجلة، فهي حاضرة وقابلة للتنفيذ إن وُجد القرار والإرادة.
والحلول اليوم التي يمكن تطبيقها تتمثل
بالنقاط التالية، إطلاق شبكة نقل عام فعّالة تشمل باصات منظمة تعمل وفق مواعيد معينة.
وتنظيم السير من الحلول المؤقتة التي يمكن أن تطبق إلى حين تنفيذ حلٍ دائمٍ وعملي. تعزيز ثقافة التنقل المشترك ، لتقليل عدد السيارات
اليومية على الطرقات، وإعادة تأهيل البنية التحتية. هذه الحلول من الممكن أن تساهم
بشكل كبير في تخفيف حدّة الأزمة. ولكن هنا يأتي دور الدولة، للقيام بإصلاحات اللازمة
وتأهيل البنية التحتية.
لكن يبقى السؤال: هل ستبقى هذه المقترحات
حبراً على ورق؟ أم أنّ الدولة ستقوم بتنفيذ الحلول اللازمة؟