إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

في مشهدٍ مهيبٍ صدم الكيان الصهيوني، وفي تسليم هو الأول من نوعه قامت المقاومة الفلسطينية بتسليم جثامين 4 أسرى للاحتلال لديها وهم عائلة بيباس "3 أفراد" وجثمان الأسير لدى حركة الجهاد الإسلامي. تم عملية التسليم في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وسط حشودٍ جماهيرية كبيرة وذلك في إطار الدفعة السابعة من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

مشهد تسليم جثث الأسرى لم يكن عادياً، ففي كل مرة توجه المقاومة رسائل قوية عبر عملية التسليم الى الاحتلال، وتُظهر ما تكبده الكيان الصهيوني من خسائر خلال العدوان على قطاع غزة.

وقبل بدء التسليم أصدرت حركة حماس بياناً جاء فيه:

• جيش العدو قتل أسراه بقصف أماكن احتجازهم وحكومته النازية تتحمل المسؤولية بعد أن عرقلت اتفاق التبادل مرارا.

• التبادل الطريق الوحيد لإعادة الأسرى أحياء ومحاولة استعادتهم بالقوة أو العودة للحرب لن تسفر إلا عن خسائر.

• حافظنا على حياة أسرى الاحتلال، وقدمنا لهم ما نستطيع وتعاملنا معهم بإنسانية، لكن جيشهم قتلهم.

هذا الفعل يُقرأ في سياق حرص المقاومة على الالتزام في التعامل بإنسانية مع الأسرى عكس ما يقوم به الاحتلال.

وبالعودة إلى عملية التسليم التي بدأت صباح يوم أمس، كُتب على النعوش الأربعة تاريخ الأسر وتاريخ مقتل الأسرى، كما وُضعت هذه التوابيت على منصة قبيل تسليم جثث المحتجزين إلى الصليب الأحمر.

هذه المنصة ليست كسابقتها، فقد حملت دلائل ورسائل موجهة إلى الكيان الصهيوني، وذلك من خلال لافتة كتُب عليها: "قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وجيشه النازي بصواريخ الطائرات الحربية الصهيونية"، في إشارة إلى مصير الأسرى الذين أُسروا أحياء.

وأرفقت هذه العبارة بصورة ضخمة لنتنياهو على هيئة "دراكولا"، بالإضافة إلى وضع صورٍ للأسرى الأربعة.

وفي تفاصيل عملية التسليم، قامت وحدة الظل في كتائب القسام بتسليم اللجنة الدولية للصليب الأحمر جثث المحتجزين في غزة، واللافت خلال عملية التسليم وضع الصليب الأحمر حواجز بيضاء وتغليف التوابيت بأقمشة بيضاء.

والجدير بالذكر، أن عملية التسليم تمت في خان يونس حيث كبدت المقاومة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة عبر كمائن وقعت فيها قوات الاحتلال في محاولة للبحث عن أسراهم، وهو ما يحمل رسائل ودلائل هامة.

أثارت عملية التسليم ردود أفعال الاحتلال الصهيوني وهو ما برز في التصريحات الصادرة منهم.

هذه التسليم يأتي في وقت حساس، حيث تشهد مفاوضات المرحلة الثانية جهوداً وتطورات لبدئها بشكل فعلي، وفي الوقت نفسه رسالة سياسية قوية تُرسل إلى الاحتلال والداعمين له.

في ظل هذه التطورات، يبقى التساؤل حول ما ستسفر عنه هذه الرسائل الاستراتيجية الجديدة من تأثيرات على مفاوضات المستقبل.