تقارير خاصة

"خطر الهجرة في القوارب، أخفّ وطأةً من جملة المصائب، بالنسبة لهؤلاء!"

تقرير خاص - عبدالعزيز الزغبي

تتواصل محاولات الهجرة غير النظاميّة من الأراضي اللبنانية، شمالًا عبر ما صار يعرف "بقوارب الموت" التي تتلاطمها أمواج البحر الأبيض المتوسط، على طول الطريق.

تتعدد وجهات المهاجرين عبر القوارب الصغيرة، التي تفتقد أحيانًا لأدنى مقومات السلامة العامّة، بين إيطاليا، مالطة، قبرص، اليونان، وغيرها من البلدان التي من شأنها أن تؤمّن العيش الكريم لهؤلاء.

صحيحٌ أنّ في هذا النوع من الهجرات قدرٌ غير يسيرٍ من المخاطرة، ودفعٌ وفيرٌ من الأموال، يؤمّنه المهاجرون غالبًا عبر الاستدانة، أو عبر بيع الأثاث والسيارات والممتلكات، لكنّ شبح الجوع والفاقة الذي يخيّم على هولاء، فاق كلّ وصفٍ بالنسبة إليهم، ما دفعهم إلى ركوب الخطر، بحثًا عن لقمة العيش.

كثيرةٌ هي المراكب التي غرقت، لسوء الحظّ. بعضها تحطّم بسبب زيادة الحمولة، وبعضها بسبب الرياح الشديدة. مراكب أخرى تمّ ضبطها ومصادرتها قبيل انطلاقها من الشواطئ اللبنانية، وقليلةٌ هي المراكب التي وصلت إلى وجهتها بعد مشقّةٍ وعناء.

يُرجعُ أستاذ القانون الدولي والدستوري في الجامعة اللبنانية الكندية، المحامي "أنطوان سعد" أسباب ما يسمّيه "الهرب عبر البحر" إلى البحث عن الرزق، كما محاولة إيجاد فسحة من الأمان في البلدان المقصودة، والسعي إلى الاستقرار الذي يغيب عن حياة المهاجرين بحرًا من الأراضي اللبنانية.

وفي آخر مستجدّات هذا الملف، انقلب مركبٌ أواخر الأسبوع الماضي قبالة شواطئ مدينة طرطوس السورية، منطلقًا من شواطئ مدينة طرابلس شمال لبنان. وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد ضحايا الحادثة إلى 89 شخصًا، من الجنسيات اللبنانية والسورية والفلسطينية، في حين تشير بعض المصادر، إلى أن العدد أكبر بكثير.

وفيما يزال مصير 50 مهاجرًا من بين هؤلاء مجهولًا، بلغ عدد الناجين المؤكد 20 شخصًا حتى الساعة.

بدوره أفاد وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية بأن عدد الجثامين التي نُقلت الى لبنان بلغت ١٧ منها ١١ لبنانيًا، وقال إنّ إفادات الناجين الذين توافدوا الى مستشفى الباسل بيّنت أن عدد المفقودين اللبنانيين يناهز ١٤ مفقوداً.

ووفقا لتقرير أعدّته قناة "بي بي سي"، فإن أعداد الذين يحاولون مغادرة لبنان عبر البحر في عام 2021 زادت بمعدل الضعف عما كانت عليه خال العام 2020، فكيف بعام 2022، والمقيمون في لبنان لا يجدون قوت يومهم، بكلّ ما للكلمة أن تحمله من معنى؟


"خطر الهجرة في القوارب، أخفّ وطأةً من جملة المصائب، بالنسبة لهؤلاء!"