أمل الزهران/ خاص الفجر
من بيروت إلى الجنوب... من الجو إلى
الأرض... العدو الإسرائيلي يواصل خرق السيادة اللبنانية دون رادع.
من جديد، تعود أجواء التوتر إلى الواجهة
الجنوبية من لبنان، في ظل تصعيد عسكري صهيوني غير مسبوق منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية.
وبين التحليق المكثف للمسيرات والغارات الجوية، تتكثف اللقاءات السياسية على أعلى المستويات
في لبنان، وسط ضغوط دولية وغياب تحركات فعلية.
لا تزال الأجواء اللبنانية، من بيروت
إلى البقاع، مروراً بالضاحية الجنوبية والزهراني، تعيش على وقع التحليق المتواصل للطيران
الصهيوني المسيّر.
وفي تصعيد خطير، شنّ الطيران الحربي
التابع للعدو سلسلة غارات جوية على أطراف بلدة المحمودية، مستهدفاً منطقة جبل الجرمق،
في قضاء جزين. الوكالة الوطنية للإعلام أكدت أنّ طائرات الاحتلال نفذت ثلاث غارات على
بلدة العيشية، قريبة من مناطق سكنية.
سياسيًا، رئيس الجمهورية جوزاف عون
طرح مبادرة للتفاوض غير المباشر مع العدو، مطلع الأسبوع، بشرط وقف العدو الاسرائيلي
عملياته العسكرية على الأراضي اللبنانية.
عون التقى يوم أمس رئيس مجلس النواب
نبيه بري، في لقاء وُصف بـ"الإيجابي"، وتناول التطورات الميدانية ومسألة
التفاوض، وسط توافق على ضرورة توحيد الموقف الرسمي، وتجنيب لبنان المزيد من التصعيد.
وفي السياق، كشف رئيس الحكومة نواف
سلام، في حديث لـ"الشرق الأوسط"، أن مبادرة عون تهدف بشكل أساسي إلى حثّ
الإدارة الأميركية على التدخل لإحياء المفاوضات غير المباشرة، والتي تجري في الناقورة
برعاية أممية – أميركية، لكنها وصلت إلى طريق مسدود بسبب ما وصفه بـ"التمادي الإسرائيلي"
في خرق وقف النار.
سلام أكد أن تنفيذ القرار الدولي
1701 هو المدخل لتثبيت الهدنة، وشدد على أن لبنان ملتزم بتطبيق الاتفاق بحذافيره، في
مقابل العدو بسياسته يهدد الاستقرار الهش.
وفي هذا المناخ المتأزم، يعقد مجلس
الوزراء جلسة الخميس في القصر الجمهوري، تردد أنه سيطرح فيها موضوع التفاوض غير المباشر
للنقاش وليس للبت بأي قرار، وسط إجماع حكومي على أن هدف التفاوض سيكون كيفية إلزام
العدو الاسرائيلي بتطبيق اتفاق وقف الاعمال العدائية الذي أُبرم برعاية دولية – عربية
منذ نحو سنة.
المبعوث الأميركي توم باراك، وفي تصريحات
صادمة، لمّح إلى أن العدو الإسرائيلي قد تتحرك عسكرياً بشكل منفرد إذا لم يتم نزع السلاح.
وقالها بوضوح: "لبنان أمام خيارين: إما
نزع السلاح، أو مواجهة عسكرية قريبة". تصريح خطير، يؤكد أن الخيار الدبلوماسي
يُحتضر، والمواجهة العسكرية تُولد من رحم التهديد الأميركي والتصعيد الصهيوني.
وفيما
تستمر طائرات العدو في خرق الأجواء اللبنانية، يبقى المشهد مفتوحًا على كل الاحتمالات،
بين تصعيد ميداني خطير، وحراك سياسي يُراهن على تدخل دولي لردع العدوان.