تقارير خاصة

حنظلة تصل المياه الدولية وسط تحذيرات من مجاعة في القطاع!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

في خطوة جديدة تسعى إلى كسر الحصار الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وصلت يوم أمس سفينة "حنظلة" إلى المياه الدولية، قادمة من ميناءٍ إيطالي. وتُعد هذه السفينة هي الرحلة رقم 36 ضمن حملات بحرية دولية تُنظَّم دعماً لسكان غزة.

السفينة التي تحمل على متنها 21 ناشطاً دولياً من مختلف الجنسيات، بينهم أطباء وحقوقيون، تعرّضت لمحاولة تخريبية قبل انطلاقها، حيث تم وضع مواد كيماوية في خزان المياه، مما أدى إلى إصابة أحد النشطاء، بالإضافة إلى لفّ حبال حول مراوح الدفع، وهي محاولات يُعتقد أنها تهدف إلى عرقلة الرحلة.

ورغم المخاطر، واصلت السفينة الإبحار في المياه الدولية، وعلى متنها كمية محدودة من المساعدات الطبية والغذائية، تهدف إلى لفت الانتباه الدولي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

لكن السؤال الحقيقي ليس إلى أين تتجه السفينة… بل: لماذا تضطر سفينة بهذا الحجم المحدود إلى أن تخوض حرباً من أجل أن توصل دواء وغذاء؟

الوضع في غزة لم يعد فقط "أزمة إنسانية"… بل هو انهيار شامل لكل مقومات الحياة.

إذ تأتي هذه المبادرة وسط ظروف غير مسبوقة يعيشها قطاع غزة، حيث تُظهر تقارير صادرة عن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية أن أكثر من مليون شخص، بينهم مئات الآلاف من الأطفال، يواجهون خطر المجاعة.

ووفقًا لتصريحات برنامج الأغذية العالمي، فإن الوضع الغذائي في غزة "كارثي"، نتيجة القيود المفروضة على إدخال المواد الغذائية، واستمرار منع الاحتلال ادخال المساعدات الإنسانية.

وقد أظهرت بيانات حديثة لمنظمة "اليونيسف" أن واحداً من كل ثلاثة أطفال في غزة يعاني من سوء تغذية حاد، وسط تقارير عن وفيات لأطفال جراء الجوع، وهي مؤشرات دفعت منظمات إنسانية إلى التحذير من "مجاعة"، ما لم يُرفع الحصار وتُفتح المعابر.

ويُذكر أن العديد من السفن السابقة ضمن أسطول الحرية تعرضت للاعتراض أو الاقتحام أو المنع بالقوة، سفينة مادلين، والتي أبحرت في وقتٍ سابق ضمن إحدى محاولات كسر الحصار عن غزة، لم يُسمح لها بالوصول، حيث تم اعتراضها ومنعها من إكمال مسارها لتلتحق بسلسلة من السفن الإنسانية التي واجهت المصير ذاته.

وتتابع منظمات حقوق الإنسان سير السفينة "حنظلة" عبر الأقمار الصناعية، فيما دعت جهات دولية إلى عدم اعتراضها، والسماح بوصولها إلى غزة كإجراء إنساني طارئ في ظل تفاقم الأزمة.

في الوقت الذي تسير فيه "حنظلة" نحو القطاع المحاصر، يسابق الزمن أطفال غزة بحثاً عن الطعام يكسر جوعهم. وبينما تبحر السفينة في عرض البحر، تبقى شواطئ غزة مغلقة أمام الحياة… ومفتوحة فقط للموت والجوع.

وختاماً، فإن مثل هذه التحركات، وإن كانت رمزية في ظاهرها، تُوجّه رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي: قد لا نملك القدرة على كسر الحصار بشكل مباشر، لكن من الواجب ألا نكون جزءًا من صمته، أو من أدواته غير المباشرة.


حنظلة تصل المياه الدولية وسط تحذيرات من مجاعة في القطاع!