أمل الزهران/ خاص الفجر
شهدت الساحة اللبنانية سلسلة تطورات
أمنية لافتة، بالتزامن مع حراك دبلوماسي مكثّف عقب انتهاء زيارة البابا لاوون الرابع
عشر إلى لبنان. وقد تزامن هذا المشهد مع استمرار التحليق المكثّف للطيران الحربي التبع
للعدو في الأجواء اللبنانية، وتزايد الضغوط على قوات "اليونيفيل"، وسط جهود
إقليمية ودولية للحد من احتمالات تصعيد أكبر على الحدود الجنوبية.
ميدانياً، رغم انخفاض وتيرة الاعتداءات
المباشرة، إلا أن الخروقات الصهيونية استمرت في انتهاك السيادة الوطنية. فقد ألقت مسيّرة
صهيونية من نوع "كواد كابتر" غالونات متفجرة على أحد المنازل في ببلدة عيترون.
كما سُجّل تحليق مكثف للطيران المسيّر على علو منخفض فوق عدلون وكوترية السياد، إضافة
إلى انتشار الطائرات الصهيونية في أجواء البقاع وصولاً إلى الشمال الشرقي.
أما فوق بيروت والضاحية الجنوبية، فعاد
الطيران المسيّر التابع للعدو إلى التحليق، وفي السياق نفسه، أُلقيت قنبلة صوتية قرب
صيّادي السمك في رأس الناقورة.
وفي سياق آخر، غادر البابا لاوون الرابع
عشر بيروت متوجهاً إلى روما، مختتماً زيارة امتدت ثلاثة أيام، ومؤكداً أن "لبنان
أكثر من بلد، فهو رسالة". وفي كلمته، وجّه نداءً واضحاً لوقف الهجمات والأعمال
العدائية، مشدداً على أن "القتال المسلح لا يجلب أي فائدة، فالأسلحة تقتل أما
التفاوض والوساطة والحوار فتبني".
من جهتها، أكدت قوات "اليونيفيل"
عبر بيان رسمي أنها تواصل تنفيذ ولايتها حتى نهاية عام 2026. وأعلنت أنها تعمل
"بشكل وثيق مع الجيش اللبناني" وأنها تدعم إعادة انتشاره في نحو 130 موقعاً
جنوباً، بما يعزز سلطة الدولة ويعيد تثبيت الاستقرار.
لكن هذه الرسائل الإيجابية نحو التعاون
الرسمي اللبناني قابلتها حملة إسرائيلية متصاعدة ضد اليونيفيل، إذ اتهمت إذاعة جيش
الاحتلال القوة الدولية بأنها "مزَعزِعة" وأنها قد تقوم بتسريب معلومات حساسة،
في محاولة واضحة لدفع باتجاه انسحابها أو تقليص دورها، ما يفتح الباب أمام الاحتلال
لتكريس واقع ميداني بلا رقابة دولية.
تظهر المؤشرات الميدانية والسياسية
أن الجنوب يقف عند عتبة مرحلة دقيقة، حيث يتزامن التحليق المكثف والاستفزازات الصهيونية
مع مساعٍ دولية لاحتواء التوتر وخفض التصعيد. ويبقى اجتماع لجنة الميكانيزم هذا الأسبوع
واللقاءات الدولية المرتقبة مؤشراً مفصلياً سيوضح اتجاه الأسابيع المقبلة بين التهدئة
أو التصعيد.