تقارير خاصة

جنوب لبنان بين التصعيد الميداني والتحرّك الدبلوماسي!

أمل الزهران/ خاص الفجر

يومٌ جديد من التوتّر في الجنوب اللبناني، حيث يواصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته الجوية، مستهدفاً بلداتٍ عدة من النبطية إلى صور.

فقد أفاد مركز عمليات طوارئ الصحة أن غارةً صهيونية استهدفت بلدة تول – قضاء النبطية بعد ظهر اليوم، أدّت إلى إصابة مواطنٍ بجروح.

وفي وقتٍ لاحق، شنّ الطيران الحربي التابع للعدو الإسرائيلي غاراتٍ على عيترون وطيرفلسيه، ما تسبّب بأضرارٍ مادية جسيمة، في حين أعلنت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني إعادة فتح مجرى النهر بعد انسداده بفعل القصف الذي طاول ضفافه.

على الصعيد السياسي والدبلوماسي، تزامن التصعيد الميداني مع حراكٍ فرنسيٍّ ناشطٍ في بيروت.

فقد التقت المستشارة السياسية للرئيس الفرنسي، آن كلير لو جاندر، كلًّا من رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، حاملةً رسالة دعمٍ واضحة من باريس للبنان وجيشه، وتشديدًا على ضرورة تثبيت الاستقرار في الجنوب وتفعيل آلية "الميكانيزم" وفق الرغبة اللبنانية.

وخلال اللقاء في قصر بعبدا، شدّد الرئيس عون على أن ما يمنع الجيش اللبناني من استكمال انتشاره هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي وأعماله العدائية.

عون أكّد أن الجيش يواصل عمله جنوب الليطاني بدقّةٍ واحتراف، رغم الخسائر في صفوفه، وأن كلّ ما يُقال عن تقصيرٍ في أداء الجيش هو "محض افتراء".

الرئيس عون رحّب كذلك بأي مشاركة أوروبية في حفظ الاستقرار بعد انسحاب قوات "اليونيفيل"، لافتًا إلى أن الجيش سيُعزَّز عدده إلى عشرة آلاف عنصر مع نهاية العام، استعدادًا لتسلّم المهام الأمنية كاملة.

وأشار عون إلى أن خيار التفاوض هو السبيل الوحيد لإعادة الاستقرار إلى الجنوب، معتبرًا أن استمرار العدوان لن يؤدي إلى نتيجة، فيما دعا إلى تسريع مؤتمر دعم الجيش وإعادة الإعمار اللذين تعمل فرنسا على تنظيمهما.

وفي السراي الحكومي، بحث الرئيس نواف سلام مع لو جاندر تطورات الجنوب وملف الإصلاحات الاقتصادية. أما المستشارة الفرنسية، فجدّدت تأكيد باريس دعمها لجهود الحكومة اللبنانية في التقدّم مع صندوق النقد الدولي، وحرصها على منع التصعيد العسكري الذي يهدد الاستقرار الإقليمي.

وفي موازاة ذلك، شدّد وزير الداخلية أحمد الحجار على أن الجيش اللبناني، إلى جانب الأجهزة الأمنية، يفرض السيطرة الميدانية على كامل الأراضي اللبنانية، مؤكدًا أن تحرير الأرض ووقف اعتداءات العدو الإسرائيلي أولويّة وطنية لا مساومة عليها.

وبين التصعيد على الأرض والتحرّكات في الكواليس الدبلوماسية، يبدو أن لبنان يسير على خيطٍ رفيعٍ بين التهدئة والانفجار. الجنوب يواجه الغارات، والجيش يثبّت حضوره، فيما تراهن بيروت على دور المجتمع الدولي في دعم الاستقرار في الجنوب.


جنوب لبنان بين التصعيد الميداني والتحرّك الدبلوماسي!