إعداد: حسين نجم.
خاص: شبكة الفجر.
في غزة لا ينجو أحد من نيران الاحتلال.
حتى الذين يحملون الكاميرات، لا البنادق..حتى الذين لا يملكون إلا صوتهم وصورتهم ليقولوا
للعالم، هنا يموت الناس، هنا تُقصف البيوت.
مجمع ناصر الطبي في خان يونس تحوّل
إلى مسرح لجريمة جديدة خمسة صحفيين استشهدوا تحت القصف الاسرائيلي، كانوا شهودًا على
المأساة، فإذا بهم يصبحون جزءًا منها.
بينهم مصور الجزيرة محمد سلامة، وحسام
المصري من رويترز، ومريم أبو دقة من أسوشيتد برس، ومعاذ أبو طه المتعاون مع شبكة NBC، وأحمد أبو عزيز الذي عمل مع منصات إعلامية متعددة.
لم يكتفِ الاحتلال بذلك، فبعد ساعات
فقط اغتال الصحفي حسن دوحان غرب خان يونس. وبذلك ترتفع الحصيلة إلى 246 صحفيًا فلسطينيًا
قُتلوا منذ بداية الحرب، وفق إحصاءات رسمية.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة دعا
المجتمع الدولي ومنظمات الصحافة في كل مكان إلى إدانة هذه الجرائم، وإلى ملاحقة من
يرتكبها في المحاكم الدولية… لكن السؤال الذي يردده الصحفيون: كم صحفيًا آخر يجب أن
يُقتل قبل أن يتحرك العالم؟
فالتاريخ
لم يعرف حربًا يُستهدف فيها رواة الحقيقة بهذا الشكل الممنهج. لا في الحربين العالميتين،
ولا في العراق أو أفغانستان، ولا حتى في أوكرانيا. فقط في غزة يُقتل الصحفي لأنه صحفي،
ويكمل زملاؤه الرسالة لأنّ الحقيقة لا تُقصف حتى لو استُهدف حاملوها.