تقارير خاصة

جبّور تؤكّد صمود التّفاهم وتكشف رسالة التيّار.. وقصير: الحزب متمسّك بفرنجية!

تقرير عبدالعزيز الزغبي

حاسمًا جاء الاِجتماع الأخير بين وفد حزب الله وقيادة التيار الوطنيّ الحر في ميرنا الشالوحي، ليقطع الطريق على التكّهّنات وربّما على التمنّيات.. وليدحض كلّ الشّائعات التي قالت إنّ التفاهم بين الحزب والوطنيّ الحرّ في مار مخايل ولّى إلى غير رجعة، وإنّ صفحته قد طويت نهائيًا، بين الحليفين.

بالمقابل، لم تكن هذه الشّائعات محض ضربٍ في الخيال، إذ أنّها نتجت عن الخلاف الذي تجلّى واضحًا على شاشات التلفزة وفي تصريحات المعنيين، عقب حضور وزراء حزب الله لجلسات حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي، رغم مقاطعة التيار والوزراء المقربين منه لهذه الأخيرة، بدعوى "انعدام الميثاقية والدستورية".

بندٌ آخر وتّر العلاقة بين الحزب والتّيار، والذي تقول المصادر فيه إنّه أصل الخلاف: ألا وهو ترشيح الحزب، غير المعلن حتى اللحظة، لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والذي يرفضه الوطنيّ الحرّ، وله أسبابهُ الاقتصادية – الشعبية – السياسية في ذلك.

وعن مصير تفاهم مار مخايل، توضح الناشطة في التيار الوطني الحر "رندلى جبّور" أنّ "أيًا من الطرفين لم يعلن ولن يعلنَ سقوط التفاهم، نظرًا لكلّ ما حقّقه هذا التفاهم من إنجازات على الصّعيد الوطني".

وترى جبّور في حديثٍ لـ"شبكة الفجر" أنّ "العلاقة بين الحزب والوطنيّ الحرّ تمرّ بمرحلة من المكاشفة والمصارحة، كما الحوار وإعادة تقييم التفاهم"، بيدَ أنّها تعتبر "صمود هذا التفاهم بعد بحثه وفق ما يجري حاليًا ضروريٌّ وأساسيّ للمصلحة الوطنية".

وإذ تؤكّد جبّور أنّ "اِسم الوزير سليمان فرنجية طُرح فعلًا في اِجتماع باسيل والحزب"، تكشف أنّ "طرحهُ كان من باب التداول وشرح وجهات النظر، حيث أوضح الحزب أسباب دعمه لفرنجية في الاستحقاق الرئاسيّ، بينما بيّن التيّار دوافعه لعدم دعمه، وقد حصل ذلك في جوّ ديمقراطيّ"، بحسب جبّور.

وعن رسالة التيّار لـ"حزب الله" من خلال ترشيح "الميثاق" في بعض جلسات الانتخاب، تقول جبّور: "هذه الرسالة ركّزت على الشّراكة الوطنية، وقد طلب باسيل من وفد الحزب ألّا يفرّط في هذا الموضوع، وأن تكون أفعاله حاسمة في سياق الشراكة التي عمل التيار منذ العام 2005 على إرسائها".

في المقلب الآخر، يشير الصّحفي "قاسم قصير" إلى أنّ "اللقاء كان جيدًا بين الطرفين وكانت الأجواء صريحة وتخلّلها حوار شامل"، معلنًا أنّه "سيتمّ اِستكمال الاجتماع بلقاءاتٍ أخرى".

وإذ يكشف قصير أنّه "جرى بحثٌ في ملف الرئاسة لكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى رؤية مشتركة واِتفاق حول الملفات الأساسية"، يلفت إلى أنّ "هناك حرصًا من الطرفين على مواصلة الحوار".

ويؤكّد قصير لـ" شبكة الفجر" أنّ "الحزب لا يزال متمسكًا بفرنجية ولكنه منفتح على الحوار، وموافقة التيار على دعم فرنجية، في حال حصلت، ستعزز العلاقات ويتم الاتّفاق على رؤية مستقبلية مشتركة".

وردًا على سؤال حول "العلاقة بين اِجتماعات باسيل - جنبلاط - حزب الله والتسويةٍ الموسّعة"، يجيب قصير: "يوجد ترابط بين هذه الاتّصالات بطبيعة الحال والحزب يعمل على تأمين دعم لفرنجية، إضافةً لترتيب الوضع الداخلي وهذا يتطلب الحوار مع كافة الجهات"، وفق المتحدّث.

إذًا.. التفاهمُ بالمعنى الواسع باقٍ باقٍ ولو تمنّى أصحابُ الأماني، و"جرّةُ مار مخايل" قد تُجرحُ وقد تتأرجح، لكنّها لن تُكسر بين الحزبّ والتيار، أقلّهُ في المدى المنظور. على صعيد الرئاسة، حراكُ حزب الله مستمرّ، وقطارهُ لا ينتظر، ويبدو أنّهُ يسعى لإرضاء باسيل وفرنجية معًا؛ والسؤال الفاصل: من سيقود القطار؟



جبّور تؤكّد صمود التّفاهم وتكشف رسالة التيّار.. وقصير: الحزب متمسّك بفرنجية!