تقارير خاصة

تصعيد الجنوب بين الرسائل الميدانية والضغوط السياسية!

أمل الزهران/ خاص الفجر.

تتواصل التطورات الميدانية المتسارعة في جنوب لبنان، حيث شهدت الساعات الماضية سلسلة غارات صهيونية مكثّفة طالت عدداً من البلدات، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، في واحدة من أكثر الأيام توتراً وتصعيداً منذ بدء خرق اتفاق وقف إطلاق النار. التصعيد يعيد مشهد الحرب الشاملة التي عاشها الجنوب العام الماضي، ويطرح أسئلة حول أبعاده ورسائله واحتمالات توسّعه.

ميدانياً، نفّذ طيران العدو الإسرائيلي غارات على بلدات طير فلسيه، عيناتا، شحور، ودير كيفا، وذلك بعد إصدار إنذارات إخلاء لعددٍ من المباني في البلدات المذكورة. بينما حلّقت الطائرات الحربية والمسيرات لساعات فوق عدلون واللوبية والخرايب ومحيطها.

وفي بلدة الطيري بقضاء بنت جبيل، استهدفت مسيّرة صهيونية سيارة بصاروخين لحظة مرور حافلة طلاب خلفها، ما أدى إلى استشهاد شخص وإصابة 11 آخرين، بينهم طلاب وسائق الحافلة. وقد خلّف الهجوم أضراراً كبيرة في الحافلة وسيارة أخرى.

وفي صيدا، ما زالت تداعيات الغارة التي استهدفت مخيم عين الحلوة، بعد استشهاد 13 شخصاً وإصابة آخرين. كما أعلنت قوات العدو الإسرائيلي أنها نفّذت غارتين أخريين في بنت جبيل وبليدا.

وفي إطار هذا التصعيد طالب رئيس مجلس النواب نبيه بري بتقديم دعوة لجلسة عاجلة في مجلس الأمن الدولي، مؤكداً أنّ العدو الإسرائيلي "يكرّر استهداف المدنيين والأطفال مطمئنة إلى غياب المحاسبة"، وداعياً الحكومة اللبنانية إلى تكثيف الشكاوى ضد الخروقات الصهيونية المتواصلة.

بين غارات متلاحقة وتوتر سياسي وأمني يتصاعد يوماً بعد يوم، يبقى الجنوب اللبناني أمام مرحلة حساسة قد تعيد رسم مسار التصعيد على الحدود. ومع استمرار الخروقات جنوباً، تزداد المخاوف من أن يخرج التصعيد عن السيطرة، مما يعيد التساؤلات حول السينريوهات المحتملة وما إذا كان الوضع الأمني سيتجه نحو الأسوء.

 


تصعيد الجنوب بين الرسائل الميدانية والضغوط السياسية!