تقارير خاصة

تصريحات برّاك: دلالات وأبعاد!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

في سياق متسارع من التحولات الإقليمية، أطلق المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص، توم باراك، سلسلة تصريحات حادة تجاه الوضع اللبناني، حذّر فيها من أنّ لبنان يواجه تهديداً وجودياً، إذا لم يتحرك بسرعة لتحديد موقعه في المشهد الإقليمي الجديد.

باراك، وفي مقابلات مع صحف دولية، أبرزها "ذا ناشيونال" و"عرب نيوز"، وضع لبنان أمام خيار واضح: إما الانخراط في عملية تسوية داخلية شاملة، مدعومة بإصلاحات سياسية واقتصادية، أو مواجهة خطر التهميش الكامل في خريطة الشرق الأوسط.

لكن ماذا تعني هذه التصريحات في هذا التوقيت؟ ولماذا يُربط مستقبل لبنان مجدداً بتغيرات خارجه أكثر من داخله؟

التصريحات تأتي بعد تحركات دولية إقليمية، وهي ملفات تتقاطع بشكل مباشر مع لبنان سياسياً وجغرافياً. ومع تصاعد الضغوط الخارجية، وزيادة الانخراط الصهيوني في معادلات الجنوب، تتحوّل بيروت إلى ساحة اختبار حقيقية.

باراك تحدث صراحة عن أن لبنان قد يُعاد إلى "بلاد الشام". عبارة لا تخلو من دلالة رمزية وسياسية، توحي بإمكانية خسارة السيادة الفعلية، إذا استمرّ الفراغ والتردّد في سياسية الحكومة.

في خضم التصريحات الأميركية المتصاعدة، والتغيّرات المتسارعة في الإقليم، تقع على عاتق الدولة اللبنانية مسؤولية مضاعفة لتفادي الوقوع في دائرة التهميش.

تصريحات باراك ليست مجرد مواقف دبلوماسية. إنها رسالة ضاغطة، وبين التهديد بـ "الاندماج القسري" في محاور الإقليم، وبين الوعد بمساعدات مشروطة بالإصلاح، يقف لبنان عند منعطف حاسم بين أن ينهض بوحدته، أو يواجه خطر التهميش.


تصريحات برّاك: دلالات وأبعاد!