تقارير خاصة

ترامب والشرق الأوسط .... بعد طوفان الأقصى

إعداد : لينا عبد الله

خاص : شبكة الفجر

 

على وقع استعدادات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتولي مهام منصبه في العشرين من يناير/كانون الثاني المقبل، يتساءل كثيرون عما ستكون عليه الأوضاع خلال ولايته الثانية التي ستمتد لأربع سنوات في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل الرئيس الجمهوري مع ملفات عدة محلية ودولية، وفي مقدمتها قضايا الشرق الأوسط.

 

غير أن ترامب الذي يعكف حالياً على تشكيل فريقه الجديد للسياسة الخارجية سيواجه شرقاً أوسطاً ذا ملامح مختلفة عما كان عليه الوضع خلال ولايته الأولى (2016-2020).

 

فقد تغيرت أوضاع الشرق الأوسط بشكل كبير بعد عملية طوفان الأقصى، وبات يتعين على الإدارة الجمهورية الجديدة التعامل مع منطقة تشهد حالة من الاضطراب الشديد مع توسع إسرائيل في حروبها في قطاع غزة ولبنان، وعزمها على ضم الضفة الغربية المحتلة، ومواجهات مباشرة وغير مباشرة مع إيران، فضلاً عن تعطل قطار التطبيع مع الدول العربية، الذي كان قد انطلق بقوة في أيام ترامب الأخيرة بالفترة الرئاسية الأولى.

 

ولعلنا نذكر كيف تعامل ترامب مع قضايا الشرق الأوسط خلال ولايته الأولى، التي تبنى فيها نهجاً مؤيداً لإسرائيل برزت ملامحه في اتفاقيات التطبيع ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، فضلاً عن وقف تمويل الأونروا وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.

 

ورغم الدعم الكبير الذي تقدمة الادارات الأمريكيا لحكومة الاحتلال الصهيوني الا ان طوفان الاقصى كسر حاجز الصمت داخل الكونجرس الامريكي وباتت تتصاعد الاصوات الرافضة لهذا الدعم للمطلابة بوقف مبيعات الأسلحة لدولة الاحتلال.

 

حيث أكد السيناتور الأمريكي برني ساندرز أن دولة الاحتلال الإسرائيلي أصبحت "أقل أمناً وأكثر عزلة" بسبب أفعالها غير الأخلاقية في خضم حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 13 شهرا.

 

ودعا ساندرز في مقال نشره في صحيفة واشنطن بوست، إلى ضرورة أن تتوقف حكومة الولايات المتحدة عن انتهاك القانون بشكل صارخ فيما يتصل بمبيعات الأسلحة إلى دولة الاحتلال.

 

وقال ساندرز إن قانون المساعدات الخارجية لعام 1961 وقانون مراقبة تصدير الأسلحة واضحان للغاية ويفيدان بأنه لا يمكن للولايات المتحدة توفير الأسلحة لأي دولة تنتهك حقوق الإنسان المعترف بها دوليا.

 

وذكر أن المادة 620-I من قانون المساعدات الخارجية صريحة أيضا وتقول: لا يجوز تقديم أي مساعدة أميركية لأي دولة "تحظر أو تقيد بشكل مباشر أو غير مباشر نقل أو تسليم المساعدات الإنسانية الأميركية".

 

وشدد على أن "إسرائيل" تنتهك هذين القانونين بوضوح وفقًا للأمم المتحدة، ومعظم المجتمع الدولي وكل منظمة إنسانية على الأرض في غزة.

 

حيث أعلن ساندرز أنه قدم مع زملاء له في الكونجرس قرارات مشتركة عدة بعدم الموافقة من شأنها أن تمنع مبيعات الأسلحة الهجومية إلى "إسرائيل"، وسوف تجري عمليات التصويت في مجلس الشيوخ يوم الأربعاء.

 

وقال إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتطرفة لم تشن حرباً ضد المقاومة الفلسطينية فحسب بل إنها شنت حرباً شاملة أيضاً ضد الشعب الفلسطيني.

 

ولفت إلى استشهاد أكثر من 43 ألف فلسطيني وجُرح أكثر من 103 آلاف آخرين، وربما يكون 60% منهم من النساء والأطفال وكبار السن في قطاع غزة الذي لا يتجاوز عدد سكانه 2.2 مليون نسمة.

 

ورغم كل هذه المتغيرات التي حولت مسار المشهد السياسي في الشرق الاوسط، الا انه من المعلوم ان رئيس وزراء حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو كان الابن المدلل لدى ترامب في ولايته السابقة، وان سياسته العقيمة في الشرق الاوسط كانت سببا رئيسا في صنع ملامح المشهد الحالي للشرق الاوسط، فكيف سينعكس وقع كل ذلك على علاقة ترامب القادم بحصانه لابيض بنتنياهو الذي بات محط جدل كبير حتى داخل كيانه المزعوم؟؟

 


ترامب والشرق الأوسط .... بعد طوفان الأقصى