إعداد : لينا عبد الله
خاص شبكة الفجر
حيث تفوح رائحة الموت في كل مكان،
لا يتوقف نبض الصمود وقلب الثبات عن الخفقان، هنا شمال القطاع المحاصر، فلليوم
الثالث عشر على التوالي، الدفاع
المدني معطل قسرا في كافة مناطق شمال القطاع بفعل الإستهداف والعدوان الصهيوني المستمر
فجيش الاحتلال الصهيوني يشن حرب استئصال وإبادة جماعية
شمال القطاع، ويمنع الطواقم الإسعافية
والدفاع المدني من انتشال عشرات الشهداء و الاشلاء من الشوارع، وسط مناشدات
الاهالي ونداءات الاستغاثة التي لا تتوقف على مدار الساعة.
هي حرب استئصالٍ واضحة المعالم يشنها جيش الاحتلال الصهيوني"
في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي تمثل اعنف عدوان شمالي قطاع غزة، لتعكس
مساعيه للقضاء على المنظومة الصحية بشكل كامل..
الاحتلال يرتكب مجازر ضد الإنسانية
ويمارس القتل العمد من خلال قصف مراكز النزوح والإيواء والاستهداف المتواصل
لتجمعات الأطفال والنساء، في ظل حرمانهم من الرعاية الصحية،
فواقع شمال القطاع ينذر بكارثة صحية
جراء انتشار الامراض و الابوءة وتدمير المنظومة الصحية و السعي للقضاء على معالم
الحياة.
انها خطة الجنرالات ياسادة... التي
اثبتت فشلها الذريع بحسب صانعها، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق غيؤرا
آيلاند، الذي يثبت تراجعه عن الخطة الاكثر فشلا، من خلال حديثه عن 4 أسباب قال
إنها تستوجب إنهاء "الحرب في قطاع غزة"، مشيرا إلى أن استمرارها لمدة
ستة أشهر أخرى أو سنة "لن يغير الواقع هناك".
فآيلاند هو صانع "خطة
الجنرالات" التي تقضي بإخلاء شمال قطاع غزة قسرا من الفلسطينيين، قبل حصاره
ووضع مجاهدي حماس تحت خيار الموت او الاستسلام.
لم يتطرق آيلاند في مقاله الذي
نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى "خطة الجنرالات"،
لكنه غير موقفه الداعم لاستمرار الحرب
ففي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي
أعلن جيش الاحتلال الصهيوني بدء اجتياح شمال القطاع؛ بذريعة "منع حركة حماس
من استعادة قوتها في المنطقة"، في ترجمة عملية لـ"خطة الجنرالات".
لكن آيلند الذي غير موقفه قال:
"إلى جانب الحاجة الماسة لإنقاذ المختطفين في الفرصة الأخيرة، هناك أربعة
أسباب أخرى على الأقل تجعل هذه هي الخطوة الصحيحة".
فبحسب صانع الخطة تتلخص الاسباب
الاربعة في التالي، حيث قال: اولا: كان
الجمهور الإسرائيلي بأسره يبكي لعدة أيام على كل جندي يقتل، موضحا بالقول: يبدو
أننا فقدنا هذا".
وأضاف: "أصبحت قلوبنا قاسية
بسبب موت الجنود، فأفضل أبنائنا بسبب الإصابات الخطيرة يفقدون أطرافهم، أو
أبصارهم، ويدمر عالمهم".
وأردف آيلند: "ثانيا، العبء
المجنون على الجنود، أولئك الذين هم في الخدمة النظامية، الذين غالبا ما يكون
وضعهم العائلي والاقتصادي معقدا"، وتابع آيلاند: "سيبقى الحمل على
المقاتلين مرتفعا على أي حال، لكن ينصح بتخفيفه قدر الإمكان".
أما السبب الثالث وفق آيلاند فهو
العبء الاقتصادي، مشيرا إلى أن "كل يوم من القتال يكلف حوالي نصف مليار شيكل
ما يعادل (132 مليون دولار)".
وتابع: "صحيح أن الجهد الرئيسي
الآن في لبنان، لكن كل شيكل نهدره اليوم سنفتقده بشدة غدا".
أما السبب الرابع بحسب آيلاند فهو
المطالبات الدولية، حيث قال: العالم كله يصرخ من أجل إنهاء الحرب في غزة"، وأضاف:
"هناك فهم أكبر في العالم لماذا تقاتل إسرائيل في لبنان، وحتى مباشرة ضد
إيران، ولكن لا أحد يفهم ما نريد تحقيقه في غزة".
واعتبر آيلاند ان مواصلة الحرب على
غزة لمدة ستة أشهر أخرى، أو سنة، فلن يغير ذلك الواقع هناك، سيحدث شيئان فقط:
سيموت جميع الرهائن وسيقتل المزيد من الجنود".
إذا... بات يدرك الصهاينة انهم وقعوا
في فخٍ أيدلوجي استعماري قد يودي بهم في النهاية إلى نقمة عالمية ولعنة تلاحقهم من
جيلٍ إلى جيل، فلعل المقاومة الباسلة، و من خلفها القاعدة الشعبية التي حققت
اسطورة صمود لا يقهر حتى بالموت، على بعد خطوات من نصر يليق بحجم الدماء التي
اريقت، و التضحيات التي بذلت على طريق التحرير.