تقارير خاصة

بين الدعوة والمقاومة... حسين عطوي شهيدًا على طريق القدس...!

إسلام جحا - خاص الفجر

 

في صباح بدا عاديًا للبنانيين، اخترق دويّ انفجار الهدوء الذي كان يلفّ أطراف بيروت. لم تكن هذه المرة في الجنوب الذي اعتاد المواجهة، بل على مقربة من العاصمة، حيث اخترقت طائرة إسرائيلية معادية سماء جبل لبنان لتغتال رجلًا لم يكن عابرًا في المشهد الإسلامي والمقاوم: الشيخ الدكتور حسين عطوي.

 

أثناء انتقال الأستاذ في الجامعة اللبنانية إلى عمله في بيروت، استُهدفت سيارته على طريق بعورتا – في جبل لبنان، بصاروخين، ما أدّى إلى استشهاد الشيخ عطوي، القيادي البارز في "قوات الفجر"، الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان. وقد أكدت الجماعة في بيان رسمي نبأ اغتياله، معتبرة أن الغارة تمثل جريمة جديدة بحق السيادة اللبنانية، واصفة إياها بـ"الحاقدة"، ومحمّلة الاحتلال مسؤولية هذا الاغتيال.

 

الشيخ عطوي معروف بدوره البارز في العمل المقاوم والدعوي، وهذا يؤشّر إلى محاولة العدوّ الإسرائيلي توجيه ضربات استباقية للقيادات الميدانية المؤثرة. فمن هو حسين عزت عطوي؟

 

ولد الشيخ حسين في بلدة الهبارية (قضاء حاصبيا) عام 1968، ونشأ في بيئة مقاومة، خاصة بعد استشهاد والدته بقذيفة إسرائيلية عام 1977. درس في كلية الدعوة الإسلامية، ونال الماجستير في الدراسات الإسلامية. تنقّل في مناصب عدّة، بينها: أستاذ ومدير فرع الكلية في العرقوب، مدير "المجلس العالمي للغة العربية"، وإمام مسجد وكاتب صحافي. أسّس مركز الإمام الغزالي لمواجهة الفكر المتطرّف، وتميّز بخطاب وسطي رافض للطائفية.

 

ورغم انتمائه للجماعة الإسلامية، حافظ عطوي على علاقة واسعة مع مختلف التيارات الإسلامية.

 

وفي السنوات الأخيرة، أصبح عطوي هدفًا مباشرًا لآلة الاغتيالات الإسرائيلية العدوانية، حيث نجا من محاولة اغتيال سابقة في كانون الثاني/يناير 2024، على طريق بلدة كوكبا في الجنوب، حيث انفجر أحد الصواريخ فيه، ما تسبّب له بحروق في الوجه واليدين، ليرتقي صباح الثلاثاء، الثاني والعشرين من نيسان، شهيدًا على طريق القدس، منضمًا إلى شهداء "قوات الفجر": محمد جمال إبراهيم، محمد محيي الدين، حسين هلال درويش، بلال محمد خلف، الشيخ حسين النادر، مصعب سعيد خلف، محمد بشاشة، محمود شاهين، محمد حامد جبارة، علي محمد الحاج، وأيمن غطمة. بالإضافة إلى سبعة مسعفين، هم: أحمد الشعار، حسين الشعار، عبد الرحمن الشعار، محمد حمود، محمد فاروق عطوي، عبد الله عطوي، وبراء أبو قيس.

 

وبرحيل الشيخ حسين عطوي، تخسر المقاومة اللبنانية صوتًا حرًا، ووجهًا من وجوه التحدي والصبر، وعلَمًا من أعلام العمل الدعوي والوطني. إلا أن دماءه كما دماء من سبقه من الشهداء، تبقى وقودًا للمواجهة، ورسالة لا تموت في وجه آلة الاغتيال الصهيونية.

 


بين الدعوة والمقاومة... حسين عطوي شهيدًا على طريق القدس...!