إعداد: أمل الزهران.
خاص: شبكة الفجر.
في غزة، المجاعة لم تعد خطراً يُحذَّر
منه، بل واقعٌ مريرٌ يعيشه أهالي القطاع تحت الحصار، بعد أن أغلق الاحتلال الإسرائيلي
جميع معابر القطاع منذ الثاني من آذار الماضي في سياسة يتبعها الاحتلال الصهيوني تهدف
إلى تجويع أهالي القطاع.
كما منع دخول المساعدات الغذائية والإغاثية
والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية وتسبب بكارثة إنسانية
لم يسبق أن شهدها تاريخ البشرية.
في قطاع غزة، تتفاقم المعاناة الإنسانية
إلى مستويات غير مسبوقة، وسط انعدام شبه كامل للغذاء والماء وغياب أدنى مقومات الحياة،
هذا الانعدام تسبب في انتشار الأوبئة والأمراض. آلاف العائلات تعيش في خيام بلا كهرباء
أو وقود، فيما توقفت جميع المخابز عن العمل بسبب نفاد الطحين.
سكان القطاع باتوا يتنقلون من حي إلى
آخر بحثاً عن تكية تقدم الطعام، رغم الزحمة الخانقة والتدافع، المخاطر الأمنية والقصف
المستمر. المشهد في الأسواق لا يختلف أبداً، إذ يعكس عمق الأزمة فلا يتوفر سوى بعض
المعلبات بأسعار خيالية، بينما الخبز، اللحوم، والخضروات، أصبحت منعدمة.
وسط هذه الكارثة الإنسانية، تحذير برنامج
الأغذية العالمي لم يكن مجرد تصريح عابر، بل جاء استنادًا إلى تقارير أممية توثق مشاهد
مأساوية من داخل قطاع غزة، حيث أصبحت العائلات عاجزة عن تأمين وجبتها التالية وسط أزمة
غذائية خانقة.
وفي منشور صادم عبر منصة "إكس"، أكد البرنامج
أن الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من سبعة أسابيع أدى إلى شلل تام في الحياة اليومية،
وترك المدنيين على حافة كارثة إنسانية غير مسبوقة. ودعا البرنامج جميع الأطراف إلى
إعطاء الأولوية القصوى لاحتياجات السكان المدنيين، مطالبًا بتوفير الحماية للعاملين
في المجال الإنساني، وضمان إدخال المساعدات إلى القطاع بشكل عاجل ودون تأخير.
فيما أطلقت منظمة أوكسفام البريطانية
تحذيراً، مؤكدة أن غالبية أطفال غزة لا يحصلون اليوم سوى على أقل من وجبة واحدة يومياً،
في مشهد يجسّد عمق الكارثة الإنسانية. وأشارت المنظمة إلى أن خطر المجاعة بات يفوق
في قسوته الغارات الجوية المستمرة على القطاع.
يظل قطاع غزة يعيش تحت وطأة الحصار
والمجاعة، في وقت تتصاعد فيه معاناة المدنيين الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء.
مع استمرار إغلاق المعابر وغياب التحركات الفاعلة من المجتمع الدولي، يبقى الوضع في
غزة يتطلب استجابة وتحركاً عاجلاً.
استمرار صمت العالم أمام هذا الواقع
المرير يفاقم الكارثة الإنسانية، فالوضع في غزة ينذر بتداعيات خطيرة على حياة سكان
القطاع.