تقارير خاصة

بلدية غزة تحذر من كارثة مائية: أزمة عطش غير مسبوقة تهدد حياة السكان!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

مع تصاعد موجة الحر في قطاع غزة، يواجه سكان غزة أزمة مياه غير مسبوقة تهدد حياتهم وصحتهم، فمياه الشرب التي تُعد من أبسط الحقوق الأساسية، باتت اليوم في غزة سلعة نادرة. تواجه المدينة أزمة حادة نتيجة الدمار الواسع الذي أصاب شبكات المياه وآبارها، ونقص الوقود والكهرباء اللازمة لتشغيلها.

في ظل الحصار والعدوان المستمر والعمليات العسكرية المتصاعدة، تقف غزة على حافة كارثة إنسانية حقيقية، حيث تتفاقم أزمة العطش الى مستويات تنذر بكارثة وشيكة تهدد الصحة العامة وقد تقود إلى أزمات صحية وبيئية تهدد آلاف الأسر خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد احتياجات السكان في غزة.

وفي هذا السياق، أصدرت بلدية غزة بياناً رسمياً، حذرت فيه من "حالة عطش شديدة" تعاني منها المدينة، مؤكدة أن الأزمة تجاوزت كونها تحدياً، وأصبحت أزمة وجود حقيقية بفعل الدمار الواسع للبنية التحتية، وانعدام الموارد الأساسية اللازمة لتشغيل ما تبقى من الآبار والمنشآت، وسط مناشدات للمنظمات الدولية بالتدخل العاجل لتفادي الكارثة.

وقالت البلدية في البيان الرسمي، إن المدينة تعيش أوضاعاً "كارثية"، نتيجة تدمير الاحتلال الإسرائيلي نحو 75% من آبار المياه منذ أكتوبر 2023.

وأشارت إلى أن الكمية المتوفرة حالياً لا تكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية، خاصة في ظل نزوح مئات الآلاف إلى مناطق غرب ووسط المدينة، ما ضاعف الضغط على شبكات المياه، وشكل ضغطاً هائلاً عليها.

وبحسب البيان، أدى استمرار الحرب إلى تدمير 63 بئراً، و115 ألف متر من شبكات المياه، و4 خزانات رئيسية، إضافة إلى توقف محطة التحلية المركزية في شمال غرب المدينة عن العمل بالكامل.

وأرجعت البلدية السبب الرئيسي في تدهور الوضع إلى نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، مما أدى إلى توقف معظم الآبار ومرافق الضخ، وصعوبة الوصول إلى محطات التوزيع بسبب استمرار العمليات العسكرية وخطورة الأوضاع الميدانية، وهو ما فاقم الأزمة وحدّ من قدرة الفرق الفنية على تنفيذ أعمال الصيانة أو التوزيع.

وأشارت إلى أن كثيراً من المواطنين اضطروا للجوء إلى مصادر مياه غير آمنة، أو شراء المياه من محطات تعبئة خاصة بتكلفة تفوق قدرة الأسر الفقيرة.

الأزمة التي شهدتها غزة تتطلب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتوفير الوقود، والمعدات، وخزانات المياه المتنقلة، وإعادة تأهيل المرافق المدمرة لتجنب كارثة صحية وبيئية تهدد السكان، حيث تزداد معاناة نقص المياه النظيفة وانتشار الأمراض.

فيما يُعتبر حق الحصول على المياه النظيفة حقاً إنسانياً أساسياً، ويشكل حرمان السكان منه انتهاكاً للقانون الدولي، ما يستوجب تحركاً عملياً سريعاً لتجنب كارثة صحية خطيرة.

في غزة، لم تعد المياه تروي العطش، بل تحولت إلى مسألة تُشكل صراع البقاء. بين أنقاض الآبار المدمرة وخزانات فارغة، يقف الناس في طوابير الحياة، منتظرين قطرة ماء..

 


بلدية غزة تحذر من كارثة مائية: أزمة عطش غير مسبوقة تهدد حياة السكان!