تقرير خاص/ شبكة الفجر.
وجّه رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان،
تحذيرا شديد اللهجة للمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية في البلاد من التخفي وراء الجيش،
وأثار خطاب البرهان علامات استفهام بشأن دلالة توقيته، ومواقفه الجديدة.
وفي خطاب للبرهان، بقاعدة حطاب العسكرية شمالي العاصمة الخرطوم
بثه التلفزيون الرسمي، حذّر ممن اعتبر أنّهم يريدون التخفي وراء الجيش، وتوجّه بشكل
خاص للمؤتمر الوطني (الحزب الذي كان حاكماً) والحركة الإسلامية بالقول: ابعدوا وارفعوا
أياديكم من القوات المسلحة".
وشدد على أن القوات المسلحة لن تسمح لأي فئة أن تعود من خلالها
سواء المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية أو غيره، وقال "نحن جيش السودان".
فكيف قيّمت الحركة الإسلامية هذا الموقف؟ وما
دلالة إطلاقه اليوم؟ وكيف تصف الحركة علاقتها بالجيش والمجلس السيادي؟
رئيس المكتب القيادي للإخوان المسلمين في السودان والناطق
الرسمي باسم التيار الإسلامي العريض في البلاد الأستاذ حسن عبد الحميد يعتبر في
حديث خاص لـ"شبكة الفجر" أنّ البرهان يبدو أنه يخاطب الخارج أكثر مما يخاطب
الداخل، ويقول "إنّ هذه الرسائل يريد البرهان أن تصل إلى بريد آخرين (لم
يسمهم)، لكنّه (أيّ البرهان) يتخذ من الإسلاميين ذريعة لتوصيل رسائله.
ولدى سؤاله عن نيّة تجمّع الإسلاميين السودانيين للزج بالجيش
في الحياة السياسية، أكّد الأستاذ عبد الحميد أنّ الآخرين هم الذين يزجون بالجيش في
الحياة السياسية، مشيراً إلى أنّ قوى الحرية والتغيير هي التي تحالفت مع الجيش لأكثر
من عامين واستخدمته لضرب خصومها السياسيين وهاهم اليوم يحاولون الاستعانة به مرة أخرى
لضرب ذات الخصوم.
الأستاذ عبد الحميد كشف أنّ الإسلاميين اليوم يتجمعون في
تحالف واسع باسم "التيار الإسلامي العريض" ويتعاونون مع آخرين في مبادرة
"نداء أهل السودان" ويسعون لتجميع القوى الوطنية ضد التدخل الأجنبي في الشأن
السوداني وكبح جماح السفارات من حشر أنفها في ما ليس من اختصاصاتها كبعثات دبلوماسية.
وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ وزارة الخارجية، حذّرت
سفارات "النرويج، المملكة المتحدة والولايات المتحدة" من مغبة إصدار أي بيانات
أو تصاريح تمس الشأن الداخلي السوداني وتحول دون الوقوف في صف القانون وتزرع الخلافات
والشقاق بين مكونات الشعب السوداني.
وعبرت الوزارة الخارجية، عن رفضها تدخل السفارات في قضايا
السودان الداخلية. وجاء تصريح الخارجية على خلفية تصريحات لهذه السفارات دانت فيها
الأحداث الأخيرة التي صاحبت قرارات المحكمة فيما يتعلق بنقابة المحامين، كما نوهت وزارة
الخارجية السودانية الى أنه يجب على كل القائمين بالعمل الدبلوماسي في السودان التزام
الحياد وعدم التدخل بأي شكل في القرارات السودانية القضائية والقانونية.
وعن علاقة الحركة الإسلامية مع الجيش والمجلس السيادي،
قال الأستاذ عبد الحميد إنّ "الجيش السوداني جيش وطني نقدّره ونحترمه وندعوه للقيام
بواجباته التي من أجلها نشأ ونقف ضد محاولات تفكيكه التي تجري باسم إعادة هيكلته ونقاوم
إضعافه لأنه أحد ممسكات الوحدة الوطنية".