تقارير خاصة

المرأة الفلسطينية في غزة: طبيبة تودع أطفالها التسعة!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

تستمر الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني وتستمر معها معاناة الشعب الفلسطيني. ففي مجزرةٍ وجريمة صادمة، فُجعت طبيبة الأطفال الفلسطينية آلاء النجار بوصول جثامين 9 من أطفالها أشلاءً إلى مجمع ناصر الطبي، بعد أن قام الاحتلال بتنفيذ غارة جوية استهدفت منزلها جنوبي مدينة خان يونس.

يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا الرضيعة التي لم تكمل عامها الأول... هؤلاء ليسوا أسماء فقط بل هم أطفال استقبلتهم والدتهم الطبيبة آلاء النجار شهداء. فيما أُصيب في القصف الطفل آدم، وهو الناجي الوحيد من أشقائه، إلى جانب والده الدكتور حمدي النجار الذي نُقل إلى قسم العناية المركزة وهو مصابٌ بجروحٍ خطيرة.

قصة الطبيبة آلاء النجار أثارت تعاطفاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، عقب تداول قصتها المؤلمة. حيث نعت وزارة الصحة الفلسطينية أبناء الطبيبة آلاء النجار، ووصفت استشهادهم بأنه "واحدة من أبشع الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة"، مؤكدة أن استهداف منزل الطبيبة ليس حادثاً معزولاً، بل يندرج ضمن سياسة ممنهجة تستهدف الطواقم الطبية ومؤسساتها في محاولة لكسر إرادة الصامدين في القطاع.

كما نعت النقابة العامة لأطباء مصر أبناء النجار، ووصفتها في بيان مؤثر بـ"أمّ الشهداء"، معتبرةً أن اسمها أصبح عنوانًا للفجيعة وشاهدًا حيًّا على أن ما يجري في غزة ليس مجرد حرب، بل محاولة لكسر الروح.

في مشهد يتجاوز حدود الألم الإنساني، تُجسد مأساة الطبيبة آلاء واقع آلاف النساء الفلسطينيات اللواتي يتحملن ثقل الفقد والدمار في كل زاوية من غزة. فأن تفقد أم أطفالها التسعة دفعة واحدة، وهم الذين كانت تداوي أمثالهم يومياً في المستشفى ذاته، لا يُعد مجرد خبر عابر، بل هو صورة لفشل العالم في حماية المدنيين، ولا سيما النساء والأطفال، في وجه حرب يرتكبها احتلال غاشم. إن قصة آلاء ليست استثناءً، بل واحدة من آلاف القصص التي تختبئ خلف العناوين العريضة، وتُعبّر بصمتٍ موجع عن حجم المأساة التي تعيشها نساء غزة تحت القصف والحصار.

في غزة، حيث تتقاطع صرخات القصف مع أنين الأرواح، تقف المرأة الفلسطينية وحيدةً في وجه آلة الحرب. تخوض معركة البقاء كل يوم، في ظل حرب تسرق من حياتها كل شيء… البيت، الزوج، الأطفال، وحتى الأمل.

النساء في غزة لا يعانين فقط من الفقد، بل يواجهن كذلك ظروفاً إنسانيةً كارثية: نقص حاد في الغذاء، غياب الرعاية الصحية، وانهيار كامل للبنية التحتية.

ورغم حجم المأساة والدمار، لا تزال المرأة الفلسطينية في قطاع غزة تصمد في وجه الكارثة. تتحول في لحظات من أم فقدت طفلها إلى معيلة لأسرة، ومن زوجة مفجوعة إلى سند للناجين، تقوم بدور الممرضة، والمعلمة، والمُعزية، رغم فقدان كل مقومات الحياة. إنها لا تمثل فقط ضحية لحرب لا ترحم، بل تُجسّد رمزاً حقيقياً للصبر والقدرة على الاستمرار وسط الحصار والقصف والانهيار.

 


المرأة الفلسطينية في غزة: طبيبة تودع أطفالها التسعة!