إعداد: أمل الزهران.
خاص: شبكة الفجر.
يستمر العدوان الصهيوني على الأراضي
اللبنانية بوتيرة متصاعدة، متجاهلاً اتفاق وقف إطلاق النار وسط صمتٍ دولي. الإعتداءات
لم تتوقف بل تتصاعد، مئات الخروقات اليومية تُسجَّل، من الطائرات المسيّرة التي تُجوب
أجواء الجنوب دون حسيب أو رقيب، إلى القصف المدفعي المتواصل الذي يطال مرتفعات كفرشوبا
ومنطقة السدانة، وصولاً إلى الغارات.
وفي تصعيدٍ خطير، وعند الساعة الخامسة
عصراً أصدر جيش العدو الإسرائيلي إنذاراً إلى سكان مبنى في حي الحدث بالضاحية الجنوبية
لبيروت بضرورة إخلائه فوراً والابتعاد عنه لمسافة لا تقل عن 300 متر. لتشهد بذلك حركة
نزوح كثيفة تسببت بزحمة سير خانقة وسط حالة من الهلع. وكانت قد شُهدت طائرات العدو
بوضوح فوق الضاحية الجنوبية، ليقوم العدو بعدها بإطلاق عدداً من الضربات التحذيرية
على المكان المهدد لتتصاعد أعمدة الدخان من بعدها.
بعد التهديد بالاستهداف، قام الطيران
الحربي التابع للعدو بشن غارةٍ عنيفةٍ جداً من خلال ثلاثة صواريخ على المكان المهدد
في الحدث في الضاحية الجنوبية.
فيما أدان رئيس الجمهورية العماد جوزاف
عون الاعتداء الذي استهدف الضاحية الجنوبية مساء يوم أمس، وقال :" ان الاعتداءات
المستمرة على سيادة لبنان وسلامة أراضيه مرفوضة تحت أي ذريعة. على الولايات المتحدة
وفرنسا، كضامنين لتفاهم وقف الأعمال العدائية، أن يتحملا مسؤولياتهما ويجبرا الكيان
الإسرائيلي على التوقف فوراً. إن استمرار العدو في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات
ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها".
هذا التصعيد الخطير رسالة تحمل أبعاداً
خطيرة في مسار التصعيد، وإن بدا مدروساً إلا أنه يحمل مخاطر على الأمن والسيادة الوطنية،
ويدفع بالوضع نحو سيناريوهات أكثر تعقيداً، تضع لبنان أمام ضغوط متزايدة، خاصة في ظل
غياب موقف دولي حازم يردع العدوان أو يضغط على العدو الصهيوني لوقف الإعتداءات والانسحاب
من كامل الأراضي اللبنانية.
أما جنوباً في سياق الخروقات، استُشهد
صباح يوم أمس مواطن بعد استهدافه بطائرة مسيّرة تابعة للاحتلال، أثناء وجوده في مزرعته
الواقعة بين بلدتي حلتا ووادي خنسا في العرقوب جنوب لبنان، ليرتفع عدد الشهداء منذ
إعلان وقف إطلاق النار إلى نحو150 شهيداً.
في المقابل شهد الجنوب اللبناني تحليقاً
كثيفاً للطيران الحربي والمسيّر التابع للعدو في مختلف القطاعات. في ظل التصعيد، واصل
الاحتلال قصفه المدفعي على أطراف بلدة شِبعا ومنطقة السدانة.
ورغم الاعتداءات المتكررة والخروقات
المستمرة، لم تُسجّل أي مواقف حاسمة من الجهات الدولية الراعية لوقف إطلاق النار، ما
يطرح علامات استفهام حول جدية هذه الأطراف في تطبيق قراراتها، ويُظهر غياباً تاماً
لأي تحرّك فعّال لوقف الاعتداءات المتكررة.
ما يجري اليوم هو تصعيد واضح وخطر،
العدو يواصل خرق السيادة اللبنانية متجاهلاً كل المواثيق والقرارات الدولية، وسط غياب
أي موقف دولية من الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يضع لبنان أمام تحديات أمنية وسيادية خطيرة.