تقارير خاصة

الشمال السّوري: الأكثر تضرّرًا، الأقلُّ إمدادًا.. ولا حياة لمن تنادي!

تقرير خاص - شبكة الفجر 

دخلت المأساة التي تعانيها مناطق الشمال السّوري "أرياف إدلب وحلب" يومها الخامس، ولا جديد من جهة المساعدات، إبّان الزلزال المدمّر الذي ضرب مناطق واسعة من شمال سوريا وجنوب تركيا فجر يوم الإثنين وأسفر عن مقتل ما يزيد عن 3700 شخصًا في عموم سوريا حتى الآن، وهي إحصائية غير رسميّة وغير نهائية.

وأكّدت وكالة رويترز أنّ "أول قافلة للمساعدات الأممية دخلت شمالي سوريا يوم أمس عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا بعد ثلاثة أيام من الزلزال"، تضمّنت هذه القافلة "6 شاحنات فقط"، وهي محمّلة بـ"الخيام والبطانيات وحفاضات الأطفال ومواد التنظيف"، و"تكفي لـ 250 عائلة".

أحد الصحفيين السوريين في مناطق الشمال المحرر، فضّل عدم ذكر إسمه، كشف لـ"شبكة الفجر" أنّ "هذه القافلة هي في الأصل قافلة مساعدات دورية ترسلها الأمم المتحدة إلى مناطق الشمال، وهي غير مرتبطة بالزلزال"، وقال إنّ "أيّة مساعدة أو إغاثة طبّية أو مادية أو غذائية أممية مخصًّصة لتخفيف وطأة الزلزال لم تصل حتّى الساعات الماضية إلى الشمال السّوري".

وناشد الصحفيّ عبر "الفجر" المجتمع الدوليّ التدخّل لدعم "الدفاع المدني السوري - الخوذ البيضاء" في الشمال عبر "تقديم آليات ثقيلة ومساعدات لإنقاذ الضحايا العالقين منذ 5 أيام تحت الأنقاض"، والذين يشير إلى "أنّهم 5000 شخص على أقلّ تقدير"، فضلًا عن "دمار 1000 مبنى سكنيّ".

وإذ وصلت أطنان كبيرة من المساعدات من دول عدّة إلى مطاري حلب ودمشق الدوليين الخاضِعَين لسيطرة النّظام، أكّد الصحفي أنّ "الأخير صادرَ معظمها ولم يسهّل وصول أيّ منها إلى المناطق المتضرّرة"، كما أنّ "الهلال الأحمر السوري" التابع للنظام لم "يرسل أيًّا منها إلى المناطق الشمالية".

الجدير بالذكر أنّ مناطق الشمال السوري هي الأكثر تضررًا وأقلّ تجهيزًا وإمدادًا وأضعف في البنى التحتية، وهي بغالبيتها مناطق خارجة عن سيطرة النظام السوري وتابعة للمعارضة.

للمفارقة، فإنّ وسائل إعلام مختلفة أكّدت منذ بعض الوقت "دخول 4 شاحنات قطرية عبر معبر باب السلام محملة بمساعدات غذائية وطبية وصلت لمدينة غازي عنتاب التركية عبر الطيران الأميري القطري"، كما أكّد الصحفي السوري "قتيبة ياسين" أنّ "مساعداتٍ سعودية دخلت إلى المناطق المنكوبة شماليّ البلاد". هذه المساعدات قد تخفّف المعاناة لكنها لن تلبّي كل الاحتياجات بالتأكيد.

يُذكر أيضًا أنّ الإعلام السوريّ التابع للمعارضة وثق دخول عشرات سيارات الإسعاف القادمة من تركيا إلى الشمال السوري، "تحملُ جثامين السوريين الذين قضوا في تركيا وهم يقدّرون بحوالي 500 جثمان"، وفق "إدارة معبر باب الهوى".

العالمُ يولي ظهرهُ للشمال السوريّ المنكوب، تارةً يتذرّع بالعواقب السّياسية وطورًا بالعقبات اللوجستيّة.. لكنّنا هنا نوجّه سؤالًا "لمن كانَ لهُ قلبٌ"، لنقول: ألم يغفل العالمُ – العربيّ والغربيّ – خلال اِثنَي عشرَ عامًا، عن قتلِ مليون شخصٍ في سوريا، وفق إحصائياتٍ حقوقية، ذبحًا وتعذيبًا وقصفًا بكلّ أنواع الأسلحة المحرّمة دوليًا؟ بلى فعَل.. إذًا لا تسأل غافلَ الأمسِ عن نوائبِ اليوم! يختم الصحفي السوري حديثه لـ "شبكة الفجر".


الشمال السّوري: الأكثر تضرّرًا، الأقلُّ إمدادًا.. ولا حياة لمن تنادي!