إعداد: أمل الزهران.
خاص: شبكة الفجر.
في وقتٍ يغيب فيه صوت العدالة الدولية،
تعلو أصوات الشعوب… من شوارع الرباط وصنعاء، إلى تورنتو ونيويورك، وحتى تل أبيب، تتشابه
مشاهد الاحتجاج والتظاهر، لكن الدوافع مختلفة…
شهدت عدة عواصم عربية وغربية، مظاهرات
واسعة للتنديد بالعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، وللمطالبة بوقف الحرب، وتجويع
المدنيين، واستهداف الصحفيين، في حين خرجت تظاهرات كبيرة داخل الكيان الصهيوني يقودها
أهالي الأسرى، للمطالبة بصفقة تبادل ووقف العمليات العسكرية.
في العواصم العربية، لا يزال النبض
الشعبي حاضراً بقوة، رغم الزمن الطويل واستمرار المأساة. ففي المغرب، خرجت مظاهرات
ضخمة وسط هتافات تندد بـ "حرب الإبادة" في غزة، وتستذكر شهداء الصحافة، وخاصة
مراسلي قناة الجزيرة الذين استُهدفوا بقصف مباشر.
أما في نيويورك، فقد تظاهر آلاف الأشخاص
من منظمات حقوقية وإنسانية، مطالبين بوقف الدعم الغربي للكيان، وفتح تحقيقات في
"القتل الجماعي والتجويع المتعمد"، خاصة مع تصاعد أعداد الشهداء الأطفال
والنساء في القطاع المحاصر.
في مشهدٍ يُجسّد الضمير الإنساني في
أنقى صوره، توحّدت هتافات الشعوب من مختلف بقاع الأرض، رافعةً صوت غزة فوق الصمت العالمي،
ومعلنةً أن الضميرٍ الإنساني ما زال حياً والألم الفلسطيني لا يُنسى.
لكن المفارقة الحادة، أن المشهد ذاته
يتكرر داخل الكيان الإسرائيلي…
في المقابل، شهد الكيان الصهيوني، يوم
أمس، موجة احتجاجات وإضرابًا عامًا، استجابة لدعوات أطلقتها عائلات الأسرى في غزة،
للمطالبة بوقف العمليات العسكرية والتوصل إلى صفقة تبادل تضمن استعادة الأسرى.
وانطلقت الاحتجاجات من "ساحة الرهائن"
في تل أبيب، عُرضت صور الأسرى، تزامنًا مع فعاليات احتجاجية أمام منازل وزراء في حكومة
الاحتلال، بينهم وزير الدفاع، ووزير الشؤون الاستراتيجية.
رغم أن الصور القادمة من دول عربية
وغربية ومن داخل الكيان الصهيوني متشابهة: حشود، لافتات، غضب، طرقات مغلقة، وهتافات
تهز الشوارع… إلا أن الخلفية تختلف جذريًا.
في العالم العربي والغربي، هناك موقف
مبدئي وأخلاقي وإنساني، ضد القتل والتجويع. صوت الشارع هناك يعبّر عن ضمير عالمي يرفض
الإبادة الجماعية. أما في داخل الكيان، فالاحتجاج نابع من الخوف والضغط الشخصي، من
اليأس المتصاعد داخل عائلات لم تعد تثق بالكيان.
إنه مشهد عالمي موحّد في المظهر… لكن
الرسالة، مختلفة في العمق.