إعداد: أمل الزهران.
خاص: شبكة الفجر.
يعيش
لبنان اليوم حالة من التفاؤل والإيجابية استعداداً لموسم صيف 2025، وسط توقعات
بازدهارٍ سياحي طال انتظاره بعد سنوات. فلبنان على موعد مع صيف سياحي واعد بعد
سنوات من التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية، والركود الذي شلّ القطاع نتيجة
الأزمات. ولطالما اعتُبر هذا القطاع العمود الفقري للاقتصاد اللبناني، في ظل
مؤشرات إيجابية متزايدة تعزز من فرص انتعاش السياحة وسط تحديات مستمرة تتطلب
تخطيطاً دقيقاً.
فلبنان
رغم أزماته المتتالية، لا يزال يراهن على السياحة كمتنفس اقتصادي وأمل متجدد في
التعافي. فهل يكون صيف 2025 بداية لعودة القطاع السياحي؟ وهل تنجح الدولة في
استعادة ثقة السائح اللبناني والعربي، بعد سنوات من التراجع؟
في ظل
تطورات محلية وإقليمية متسارعة، يتحرك لبنان رسمياً وشعبياً لإطلاق موسم سياحي
يعوّل عليه كثيرون. وزارة السياحة وضعت خطة متكاملة تشمل مراقبة الأسعار، دعم
المهرجانات، وتشجيع السياحة البديلة.
الإجراءات
الحكومية تتسارع، من خطة أمنية شاملة في مطار بيروت، إلى تفعيل الشرطة السياحية
وغرفة عمليات خاصة لمتابعة الزوار.
ضمن أجواء
الاستعداد السياحي، أطلقت لجنة مهرجانات بيت الدين الدولية برنامج صيف 2025 خلال
مؤتمر صحافي في وزارة السياحة، برعاية الوزيرة لحود وبحضور وزراء الثقافة
والإعلام، إلى جانب عددٍ من الفنانين.
رئيسة
اللجنة نورا جنبلاط شددت على أن عودة المهرجانات بعد انقطاع تعكس إصرار اللبنانيين
على الاحتفاء بالفن.
وزيرة
السياحة أكدت في تصريح لـ "الشرق الأوسط" أن خطتها تلحظ أيضاً وبشكل
أساسي "المغتربين اللبنانيين وتشجيعهم على الاستثمار ولعب دور فعال في هذا
القطاع من خلال الابتكارات والمبادرات الجديدة". وأشارت أن رفع الحظر على
السفر إلى لبنان من الإمارات العربية المتحدة يشكل بدوره نقطة تحول مهمة في هذا
الشأن.
في
المقابل تتوقع وزيرة السياحة، أن "أعداد كبيرة من السياح خلال هذا الصيف، وأن
تكون الحركة السياحية ناشطة جدّاً، وذلك انطلاقاً من عمل الحكومة بشكل عام، وعمل
الوزارات المعنية بشكل خاص، لتطبيق جميع الإصلاحات المطلوبة، وخصوصاً ورقة العمل
التي قدمتها وزارة السياحة، ويجري العمل لتطبيقها بشكل سريع وفعال ليكون لبنان على
جهوزية تامة لموسم سياحي واعد.
لكن، وعلى
الرغم من هذا التفاؤل، لا يزال هناك تحديات كبيرة تلوح في الأفق: انقطاع الكهرباء،
ضعف البنية التحتية، والتوترات الحدودية، كلها ملفات تؤثر بشكل مباشر على القطاع
السياحي.
لبنان
اليوم يقف عند مفترق طرق. بين أمل في النهوض من رماد الأزمات، وواقع يتطلب متابعة
وإرادة سياسية، تبقى الرهانات كبيرة على أن يستعيد لبنان بريقه السياحي... ويرحب
بزائريه من كل العالم.
فهل يكون
صيف 2025 عاماً يعود به القطاع السياحي كما كان؟