إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

في إطار الجهود الدبلوماسية المتواصلة التي يبذلها لبنان على الساحة الدولية، وصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، يوم أمس، إلى العاصمة المصرية القاهرة في زيارة رسمية تستمر ليوم واحد، تلبيةً لدعوة من نظيره المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتأتي هذه الزيارة في لحظة دقيقة تمر بها المنطقة العربية، وسط تصاعد التحديات الأمنية والسياسية، وعلى رأسها التصعيد في جنوب لبنان والعدوان المتواصل على قطاع غزة.

وفي زيارته الى القاهرة، التقى الرئيس عون والرئيس المصري في قصر الإتحادية، حيث جرت مباحثات حول الملفات الإقليمية خاصة فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية في لبنان والتطورات في قطاع غزة.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس السيسي، أكد عون أن السلام بالنسبة للبنان يبدأ بالتزامه الكامل بالقرار الدولي 1701، الذي يهدف إلى الحفاظ على سيادة لبنان ووحدة أراضيه.

وأوضح الرئيس عون أن لبنان يولي أهمية كبيرة لدور القوات الدولية (اليونيفيل) في المنطقة، داعياً إلى ضرورة وقف الأعمال العدائية التي يقوم بها العدو الاسرائيلي في الأراضي اللبنانية. كما دعا المجتمع الدولي إلى الضغط على العدو لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 26 نوفمبر الماضي، برعاية أميركية وفرنسية.

وأضاف الرئيس عون: "إنه من الضروري أن تتحمل الدول المعنية مسؤولياتها في إلزام الكيان بتنفيذ قرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية".

زيارة الرئيس عون إلى مصر تأتي بعد سلسلة من الزيارات الخارجية التي قام بها الرئيس منذ توليه منصب رئاسة الجمهورية. ففي الفترة الأخيرة، كان له عدة زيارات رسمية إلى الدول العربية والدول الكبرى، بما فيها زيارة إلى فرنسا والمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات.

هذه المواقف تأتي ضمن رؤية لبنانية واضحة يقودها الرئيس عون في إطار إعادة تفعيل الحضور اللبناني في المحافل الدولية، مستنداً إلى سلسلة من الزيارات الخارجية التي شملت فرنسا، المملكة العربية السعودية، الكويت، الإمارات.

هذه الزيارات تعكس التوجه الاستراتيجي للبنان في تعزيز علاقاته الدولية ولها أهمية سياسية ودولية بالغة خاصة في ظل مرحلة تتسم بتحدياتٍ يواجهها لبنان على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. ومن جهة أخرى، يبرز المسار الدبلوماسي كأداة أساسية للدفاع عن المصالح الوطنية. حيث تُعتبر هذه الزيارات محطة مفصلية في تعزيز الدور الدولي للبنان، في إطار سعي الرئيس عون إلى تعزيز مكانة لبنان على الساحة الإقليمية والدولية.

فزيارة القاهرة، بما تحمله من دلالات تاريخية واستراتيجية، تؤكد على أهمية الشراكات العربية في حماية الاستقرار الإقليمي. وبهذا، تستمر الدبلوماسية اللبنانية في بناء جسور التواصل مع العواصم الإقليمية والدولية، في محاولة جدية لإعادة تموضع لبنان في خارطة القرار العربي والدولي.