تقارير خاصة

الجنوب: حراك دبلوماسي وجولة ميدانية ينظّمها الجيش!

أمل الزهران/ خاص الفجر

على وقع توترٍ ميداني، وحراكٍ سياسي ودبلوماسي كثيف في الكواليس، يقف جنوب لبنان مجددًا في صلب المشهد الإقليمي، بين محاولات تثبيت الاستقرار، وضغوط صهيونية تتخذ أشكالًا ميدانية ورسائل سياسية غير مباشرة.

رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أكد أن الاتصالات مستمرة على المستويين الداخلي والخارجي من أجل تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب، مشددًا على أن المسار التفاوضي عبر لجنة "الميكانيزم" يشكل الخيار الواقعي والوحيد في هذه المرحلة، في مقابل الحرب التي "لن تعطي أي نتيجة سوى المزيد من الدمار والخسائر للبنان واللبنانيين".

عون، وخلال لقائه وفودًا سياسية، أوضح أن عمل لجنة "الميكانيزم" يحظى بدعم لبناني وعربي ودولي، ولا سيما بعد تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيسًا للوفد اللبناني، معتبرًا أن نجاح المفاوضات مرتبط أولًا بوحدة الصف الداخلي، وداعيًا جميع القوى إلى التحلي بالحس الوطني والمسؤولية، لأن "الوحدة الوطنية تعزز الموقف اللبناني، خصوصًا في مراحل التفاوض الحساسة".

وفي موقف لافت، شدد رئيس الجمهورية على أن التصويب على الدولة أو التشكيك بدورها لن يؤدي إلى أي نتيجة، مؤكدًا أن رهان اللبنانيين على دولتهم ثابت، وأن الثقة بالمؤسسات الشرعية قد عادت، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى تماسك داخلي لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية.

ميدانيًا، وفي خطوة تحمل أبعادًا أمنية ودبلوماسية في آنٍ معًا، وصل قائد الجيش العماد رودولف هيكل، يرافقه وفد من السفراء والملحقين العسكريين العرب والأجانب المعتمدين في لبنان، إلى ثكنة صور، في مستهل جولة نظمها الجيش اللبناني للاطلاع على مسار تطبيق خطة حصر السلاح وبسط سلطة الدولة جنوب نهر الليطاني.

وكان في استقبال الوفد قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن نيكولا تابت، حيث عُقد لقاء قدّم خلاله شرحًا مفصّلًا حول العمليات التي ينفذها الجيش اللبناني، وانتشاره الميداني، والمهام التي أنجزها في إطار تنفيذ خطة حصر السلاح، وذلك استنادًا إلى القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء واتفاق وقف الأعمال العدائية.

وعقب اللقاء، انطلق الوفد في جولة ميدانية شملت منطقة القطاع الغربي في صور، حيث اطّلع على عدد من مراكز الجيش التي تمركزت عند الحافة الأمامية على الحدود مع فلسطين المحتلة.

وتركّز العرض الذي قدّمه الجيش اللبناني أمام الوفد الدبلوماسي على تقييم المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح، والآليات المعتمدة للانتقال إلى المرحلة الثانية، إضافة إلى التحديات والعراقيل اللوجستية والأمنية التي تواجه المؤسسة العسكرية في تنفيذ مهامها.

وتأتي هذه الجولة في وقت تتكثف فيه التحركات الدبلوماسية الإقليمية والدولية الهادفة إلى منع أي تصعيد عسكري جديد على الجبهة الجنوبية، وسط تقارير عن مساعٍ لعقد مؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته، بالتوازي مع استمرار عمل لجنة "الميكانيزم" ومساعيها للوصول إلى تجنّب لبنان الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة.

 


الجنوب: حراك دبلوماسي وجولة ميدانية ينظّمها الجيش!