تقارير خاصة

الجنوب اللبناني في مواجهة التصعيد الصهيوني!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

في تصعيد جديد يعكس الواقع الأمني في جنوب لبنان منذ اتفاق وقف إطلاق النار المُعلن في تشرين الثاني 2024، شهد الجنوب يوم أمس سلسلة غارات جوية نفذتها طائرات مسيرة صهيونية، استهدفت مناطق عدة، أبرزها بلدة كفرا في قضاء بنت جبيل، وأطراف بلدة يارون من جهة مارون الرأس.

ميدانياً، استهدفت غارة صهيونية مزدوجة بلدة كفرا، أسفرت عن استشهاد شخص وسقوط خمسة جرحى، اثنان منهم في حالٍ حرجة، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية. وذلك في خرق واضح للهدنة، لينضم هذا الاستهداف إلى سلسلة طويلة من الاعتداءات التي تجاوز عددها 4500 خرق منذ توقيع اتفاق وقف النار.

وفي وقت سابق من اليوم، ألقت مسيّرة عدة قنابل باتجاه معمل للحجارة عند أطراف بلدة يارون، في ظل تحليق مكثف للطائرات بدون طيار فوق صيدا والزهراني وخط الساحل.

وفي هذا الإطار، دعا المفوض الأممي لحقوق الإنسان، فولكر تورك لـ"وقف المعاناة المستمرة"، معبرًا عن قلقه العميق من الغارات التي تنفذ في مناطق سكنية، بعضها قريب من مواقع قوات اليونيفيل.

من جهتها، أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن المؤسسة العسكرية تواصل تنفيذ مهامها الدفاعية رغم الظروف الاستثنائية، حيث أكد قائد الجيش، العماد رودولف هيكل، أن "الجيش ملتزم بأمن الوطن، ويتحلى بالحكمة والاحتراف، ولن يتوانى عن حماية المواطنين مهما كانت التحديات".

كما تفقد هيكل مراكز لواء المشاة السادس في بعلبك، مشيداً بجهود العسكريين في ملاحقة المطلوبين ومكافحة العصابات، في إشارة واضحة إلى أن الجيش يعمل على أكثر من جبهة داخلية وخارجية.

وفي موقف لافت، أكدت قوات "اليونيفيل" في بيان اليوم دعمها للجيش اللبناني في إعادة انتشاره بمواقعه جنوب البلاد، مشيرة إلى شراكة طويلة تشمل إزالة الألغام، وتسيير الدوريات، وفتح الطرقات، ما يعكس دعماً واضحاً من المجتمع الدولي للمؤسسة العسكرية اللبنانية في وجه التصعيد الصهيوني.

كل المؤشرات الميدانية والسياسية تؤكد أن الجنوب اللبناني يعيش وسط تكرار خروقات العدو الإسرائيلي وتحليق المسيّرات، مقابل تأكيد لبناني رسمي على التمسك بالدولة والمؤسسة العسكرية كضامن وحيد للأمن والاستقرار.

ورغم الهدنة المعلنة، فإن الميدان يكشف واقعًا مختلفًا، فيما يبدو أن القرار الدولي بوقف التصعيد لا يزال حبرًا على ورق أمام آلة الحرب الصهيونية، التي تستمر في تحدي كل الاتفاقات، على وقع حسابات ميدانية وإقليمية أكثر تعقيداً. فيما تتعالى الأصوات الدولية المطالبة بالتهدئة، دون أن تترجم إلى ضغط حقيقي.


الجنوب اللبناني في مواجهة التصعيد الصهيوني!