تقارير خاصة

الجنوب اللبناني تحت النار... وخروقات صهيونية تتزامن مع زيارة الوفد الأميركي!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

في وقتٍ يفترض أن يكون فيه الجنوب اللبناني تحت مظلة تهدئة وفق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 نوفمبر 2024 بوساطة أميركية، تتوالى الخروقات الصهيونية بشكل يومي، في تصعيد واضح يضع الاتفاق على المحك.

فميدانياً، عادت الطائرات المسيّرة التابعة للعدو الإسرائيلي للتحليق المكثف فوق قرى الجنوب، لا سيما في الزهراني ومحيطها، مسجلة تحركات منخفضة الارتفاع، بعضها من دون صوت. تزامناً، ألقت طائرة مسيرة قنبلة في بلدة الخيام قضاء مرجعيون، ما أدى إلى إصابة أربعة عمال، بحسب ما أكدت وزارة الصحة اللبنانية.

كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن طائرة مسيرة صهيونية ألقت قنبلة صوتية في بلدة راميا، خلال مراسم دفن أحد أبناء البلدة، في مشهد لاقى استنكاراً واسعاً من قبل الأهالي، رغم عدم وقوع إصابات. في ميس الجبل، توغلت قوة مشاة تابعة للعدو فجراً، ونفذت تفجيراً في أحد المنازل المتضررة من القصف السابق.

هذه الاعتداءات لم تأتِ في لحظة فراغ سياسي، بل تزامنت مع وصول الموفد الأميركي توم براك ومورغان أورتاغوس إلى بيروت، في زيارة لم تكن بروتوكولية بقدر ما جاءت محمّلة بملفات شائكة، حيث تضمنت هذه الزيارة لقاءات هامة مع مسؤولين لبنانيين.

من الواضح أن التصعيد الصهيوني يأتي ضمن رسالة سياسية واضحة، خاصة وأن يتزامن مع زيارة الوفد الأمريكي.

ما بين تحليق الطائرات، وإلقاء القنابل، وتفجير المنازل، وتوغل القوات البرية، يسير العدو نحو فرض وقائع جديدة على الأرض.

في ظلّ هذه التطورات المتسارعة، يبدو أن الجنوب اللبناني يعيش مرحلة دقيقة تتطلب توازناً حذراً بين الجهود الدبلوماسية والمساعي لإتمام انسحاب العدو من الأراضي اللبنانية. فخروقات العدو المتكررة، والتي باتت جزءاً من المشهد اليومي، تتجاوز كونها أحداثاً أمنية، لتُطرح كعامل ضغط سياسي متزامن مع التحركات الدولية، خصوصاً زيارة الوفد الأميركي.

وبينما يواصل لبنان رفع الصوت عبر القنوات الرسمية، تبقى الأنظار مشدودة إلى ما ستحمله المرحلة المقبلة من تطورات.

في المحصلة، لا يمكن فصل المشهد الجنوبي عن التعقيدات الإقليمية والدولية التي تحيط به، حيث تتحول الخروقات الميدانية إلى رسائل سياسية واضحة، في وقت ما زال فيه لبنان يبحث عن استقرار وسط تجاذبات لا تهدأ. وبين التصعيد والتهدئة، يبقى الشعب اللبناني في انتظار ما ستؤول إليه نتائج اللقاءات الدبلوماسية القادمة.


الجنوب اللبناني تحت النار... وخروقات صهيونية تتزامن مع زيارة الوفد الأميركي!