إعداد: أمل الزهران.
خاص: شبكة الفجر.
مرة جديدة، تُمعن آلة الحرب الصهيونية
في عدوانها المتواصل على الأراضي اللبنانية، غير آبهة بأي سيادة أو قانون دولي. يواصل
العدو انتهاك السيادة اللبنانية بشكل يومي، مع تصعيد لافت في الغارات الجوية التي طالت
يوم أمس مناطق واسعة من الجنوب والبقاع، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار، واعتداء
مباشر على السيادة الوطنية.
ميدانياً أسفرت غارة بطائرة مسيّرة
تابعة للعدو استهدفت سيارة في بلدة كفردونين الجنوبية عن إصابة خمسة أشخاص، وفق ما
أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة. كما أُصيب عنصران في الجيش
اللبناني بجروح طفيفة جراء تطاير الزجاج من آلية عسكرية خلال الاعتداء. وتزامن القصف
مع تحليق مكثف لطائرات مسيّرة تابعة للعدو على علو منخفض فوق عدد من البلدات الجنوبية.
وفي تطور خطير، أقدمت قوات العدو على
تفجير مبنى تابع لمدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة في حي "أبو طويل" عند أطراف
بلدة عيتا الشعب.
وفي أول تعليق رسمي على استهداف المدرسة
في بلدة عيتا الشعب، وصفت وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد الحادث بأنه تصعيد خطير
وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان، مؤكدة أن استهداف مدرسة لذوي الحاجات الخاصة يُعد جريمة
إضافية تضاف إلى سجل الاعتداءات الإسرائيلية، التي لم تَعد تفرّق حتى في استهداف الفئات
الأضعف، في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني والمواثيق التي تحمي حقوق المعوقين.
إلى ذلك، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي
سلسلة غارات على مناطق جنوبية وشرقية متفرقة، حيث استهدف الوادي بين بلدتي الزرارية
وأنصار، إضافة إلى سلسلة غارات عنيفة على السلسلة الشرقية، وسط تحليق مكثّف لطائرات
الاستطلاع والطيران الحربي في أجواء السلسلتين الشرقية والغربية.
في مشهد مسرحي يفتقر إلى أي شرعية،
نشر المتحدث باسم قوات الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي صورًا له من بلدة الخيام الجنوبية،
زاعمًا أنه أجرى جولة ميدانية داخل أحد المواقع الدفاعية اللبنانية، في خطوة وُصفت
بأنها استفزاز مباشر وانتهاك فجّ للسيادة اللبنانية، يستدعي موقفًا واضحًا من السلطات
اللبنانية والمجتمع الدولي على حدّ سواء.
أما سياسياً وفي هذا الإطار، أدان رئيس
الحكومة اللبنانية نواف سلام، في تصريح له، الجولة الاستفزازية التي قام بها أدرعي
قرب بلدة الخيام داخل الأراضي اللبنانية المحتلة، معتبراً أن هذا التصرف يعكس نية الكيان
الواضحة لتقويض الاستقرار في الجنوب، رغم التزام لبنان بالقرارات الدولية. ودعا سلام
المجتمع الدولي إلى ممارسة أقصى الضغوط على الكيان الاسرائيلي لوقف انتهاكاته المتكررة
وانسحابه الكامل من الأراضي اللبنانية.
تؤكد التطورات الميدانية اليوم أن العدو
ماضٍ في عدوانه غير المبرر، ضارباً بعرض الحائط جميع التفاهمات والقرارات الدولية،
وأن الصمت الدولي حيال هذا التصعيد المستمر لم يعد مقبولاً، بحق لبنان أرضًا وشعبًا
ودولةً.