تقارير خاصة

التصعيد جنوبًا... وتحرك لبناني باتجاه مجلس الأمن!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

من جديد، الجنوب اللبناني تحت النار، ولبنان أمام موجة جديدة من الاعتداءات الصهيونية التي تطال الجنوب اللبناني. تصعيد ميداني تتعدد أبعاده، من الرسائل السياسية إلى التوترات الميدانية، فيما تقابل الدولة اللبنانية هذا الواقع بتحرك دبلوماسي عاجل على المستوى الدولي.

في ساعات الفجر الأولى من يوم السبت، دوّى دويّ الانفجارات في محيط بلدة المصيلح – قضاء صيدا. غارات صهيونية عنيفة استهدفت معارض للجرافات والآليات الثقيلة على طريق المصيلح – الزهراني.

بينما استهدفت سيارة مدنية في قضاء بنت جبيل، ما أدى إلى سقوط شهيد، بحسب ما أفاد مركز عمليات طوارئ وزارة الصحة.

وفي سياقٍ آخر، أعلنت قوات اليونيفيل ففي بيان رسمي عن إصابة أحد جنودها بجروح طفيفة، جراء انفجار قنبلة ألقتها طائرة مسيّرة تابعة للعدو الإسرائيلي بالقرب من موقع تابع لها في بلدة كفركلا جنوب لبنان، وذلك قبيل ظهر يوم الجمعة.

وقد وصفت قوات اليونيفيل الحادث بـ"الانتهاك الخطير" للقرار الدولي 1701، و"استخفاف مقلق" بسلامة قواتها التي تنفّذ مهامها بتفويض من مجلس الأمن الدولي.

في ظل هذا التصعيد، جاء الموقف اللبناني الرسمي سريعاً، حيث أجرى رئيس الحكومة نواف سلام اتصالاً بوزير الخارجية والمغتربين السفير يوسف رجي، طالباً منه تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي، على خلفية "العدوان الصهيوني الأخير الذي استهدف منشآت مدنية وتجارية في المصيلح"، معتبراً أن هذا الاعتداء يمثّل خرقًا فاضحًا للقرار 1701، ولترتيبات وقف الأعمال العدائية التي تم التوصل إليها في تشرين الثاني الماضي.

وزارة الخارجية بدورها أصدرت بياناً شديد اللهجة، جاء فيه: "تستنكر وزارة الخارجية والمغتربين، بأشدّ العبارات، استمرار العدو في اعتداءاته المتكررة على السيادة اللبنانية" وأكدت الوزارة أن "استمرار هذه الاعتداءات يعرقل الجهود الوطنية التي يبذلها الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة، والحفاظ على الأمن والاستقرار في الجنوب اللبناني".

صحيفة "الأنباء" الإلكترونية اعتبرت أن ما يجري على الساحة الجنوبية ليس مجرد تصعيد عابر، بل جزء من سياسة ممنهجة يتبعها الكيان الإسرائيلي في محاولة لفرض معادلات جديدة على الأرض بعد اتفاق غزة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطّلعة، أن واشنطن تتوقع زيادة في الاعتداءات الصهيونية على السيادة اللبنانية، وأن هذا النوع من التصعيد قد يندرج ضمن محاولات العدو الإسرائيلي نقل التوتر من غزة إلى لبنان، أو استخدام الجبهة اللبنانية كورقة ضغط إقليمية.

ما بين الغارات الصهيونية المكثفة واستهداف قوات اليونيفيل، وما بين التحرك اللبناني العاجل نحو مجلس الأمن، تتسارع الأحداث في جنوب لبنان على وقع تصعيد ميداني. لكن يبقى السؤال الأبرز: هل يملك مجلس الأمن أدوات الفعل لوقف هذا التصعيد، أم أن الصمت الدولي سيستمر وتستمر معه الاعتداءات الصهيونية؟


التصعيد جنوبًا... وتحرك لبناني باتجاه مجلس الأمن!