أمل الزهران/ خاص الفجر
زار وفدٌ رفيع من مجلس المديرين التنفيذيين
في مجموعة البنك الدولي لبنان، في زيارةٍ وُصفت بالمهمة، هدفت إلى الاطلاع مباشرةً
على الأوضاع الاقتصادية والإنمائية في البلاد، وتقييم التقدّم في تنفيذ الإصلاحات الحيوية،
ومتابعة المشاريع المموّلة من البنك الدولي، ولا سيما في المناطق المتضرّرة من العدوان
الأخيرة.
الوفد، الذي ضم أحد عشر مديرًا تنفيذيًا،
ترأسه المدير التنفيذي عبد العزيز الملا، وشارك فيه المدير الإقليمي للبنك جان كريستوف
كاريه، ومدير مكتب البنك في لبنان إنريكي أرماس.
بدأت الزيارة من العاصمة بيروت، حيث
عقد الوفد سلسلة اجتماعات رسمية مع الرؤساء الثلاثة، ووزير المالية ياسين جابر، وعددٍ
من الوزراء والمسؤولين اللبنانيين، إضافةً إلى حاكم مصرف لبنان كريم سعيد، وممثلين
عن القطاع الخاص والسلك الدبلوماسي.
وخُصِّصت هذه اللقاءات لبحث أولويات
المرحلة المقبلة، وتعزيز الشراكة بين الحكومة اللبنانية ومجموعة البنك الدولي في مجالات
الإصلاح الاقتصادي والتعافي وإعادة الإعمار.
وفي الجنوب اللبناني، فخصّص الوفد يومًا
كاملاً لجولة ميدانية في المناطق التي تضررت بشدة من العدوان الصهيوني الأخير. فزار
المقر العام لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في الناقورة، ثم جال على عدد من البلدات في
قضاء صور، مطّلعًا على حجم الأضرار التي خلّفتها الغارات الجوية، واستمع إلى رؤساء
البلديات حول الحاجات العاجلة وخطط إعادة الإعمار.
ومن أبرز محطات الجولة زيارة محطة المياه
في مدينة صور، التي كانت قد دُمّرت بالكامل خلال الحرب. هناك، قدّم رئيس دائرة مصلحة
مياه لبنان الجنوبي في صور طارق بركات عرضًا تقنيًا حول الجهود الجارية لإعادة تشغيل
الشبكة.
وخلال الزيارة، أكّد وفد البنك الدولي
استعداد المجموعة للمساهمة في دعم وتأهيل محطات المياه المتضررة في الجنوب، مشيرًا
إلى أن هذا الدعم يأتي ضمن خطة البنك لإعادة الإعمار ومشروع المساعدة الطارئة للبنان
(LEAP)، الهادف إلى التعافي وإعادة بناء البنى التحتية
الأساسية.
وفي ختام جولته، زار الوفد مدينة النبطية،
حيث التقى وزير المالية ياسين جابر في دارته، بحضور محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك،
وتم خلال اللقاء استعراض نتائج الزيارات الميدانية والانطباعات عن حجم الدمار، إلى
جانب مناقشة آليات التعاون المقبلة بين لبنان والبنك الدولي في مشاريع إعادة الإعمار
والتنمية المستدامة.
وأكد الوفد في بيان ختامي أن مجموعة
البنك الدولي ستواصل دعم لبنان في مسيرته نحو الإصلاح والنمو، وتعزيز الحوكمة، وتشجيع
قطاع خاص قوي قادر على قيادة النمو الاقتصادي الشامل.
بهذه
الجولة المكثفة، اختتم وفد البنك الدولي زيارته إلى لبنان، حاملاً معه صورة واضحة عن
حجم التحديات، لكنه أيضًا عن فرص النهوض، إذا ما تضافرت الجهود والالتزام بالمسار الإصلاحي.