تقارير خاصة

البالستيّ في سماء الأراضي المحتلة... هل يعيد الـ7 من أكتوبر نفسه؟


إسلام جحا - خاصّ الفجر

عشيَّة إكمال الحرب عامها الأوَّل على قطاع غزّة، وبعد توعُّد بالرّدِّ على اغتيال كلٍّ من رئيس المكتب السّياسيّ لحركة حماس إسماعيل هنيّة والأمين العامّ لحزب الله السَّيِّد حسن نصرالله، تحوّل التَّسويف الإيرانيُّ إلى حقيقةٍ وجاء الرَّدُّ المناسب والوقت المناسب الذي تساءل عن موعده كثيرون.

 ففي اليوم الـ 362 للحرب على القطاع، أطلقت إيران أكثر من 200 صاروخٍ باليستيّ من الصواريخ فرط الصوتية التي تمثل الجيل الصاروخي المتطور في إيران من أصناف فتاح وعماد وقدر.

وخلال نصف ساعة، تناقلت فيها كاميرات المتابعين وعدسات الإعلام صورًا لسماء فلسطين تضيئها صليات صاروخيّة تهدّد أمن الكيان، وترفع من أصوات صفارات الإنذار التي دوّت في 1864 موقعًا، أي أن الخطر شمل جميع أنحاء الأراضي المحتلة ما دفع الملايين من المستوطنين الصّهاينة إلى دخول الملاجئ.

الصّواريخ البالستية أطلقت في موجتين على عدة مناطق، منها تل أبيب والقدس. واعترضت الدفاعات الجوية الصهيونية، بما في ذلك القبة الحديدية، اعترضت عددًا منها بينما ساهمت القوات الأمريكية أيضًا في التصدي للهجوم عبر استخدام مدمرات بحرية. ورغم ذلك، تم تسجيل إصابات في مواقع حسّاسة واستراتيجية، منها قواعد جوية وقواعد رادارية و"مراكز المؤامرة والتخطيط لاغتيالات ضد قادة المقاومة حيث طالت ثلاث قواعد عسكرية في محيط تل أبيب، واستهدف بعضها مرابض المدفعية الصهيونية في مستوطنات غلاف غزة"، وموقعًا عسكريًا مهمًا لجيش الاحتلال في مدينة عسقلان المحتلة، ومحطة الغاز البحرية الصهيونية قبالة سواحل قطاع غزة، ومحور "نتساريم" الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه.

وبعد التهديدات الصهيونية لإيران والتنديدات الدولية للعملية التي استدعت الإعلان عن جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث التطورات الخطيرة في الشرق الأوسط، وجّهت إيران تهديدًا للكيان اتبعته باستعراض ما لديها من قوة للرد إذا ما تمّ استهدافها مجددًا، متوعدة الكيان بتدمير بناه التحتية بشكل واسع وشامل في حال ردهِ على الهجوم الأخير.

وقد قدّمت لعمليّة إطلاق الصواريخ البالستيّة عملية من نوع مختلفٍ ليست أقلّ تأثيرًا، فنفذ فلسطينيون عملية مسلّحةً وسط مدينة تل أبيب ويافا أسفرت عن مقتل 6 مستوطنين وإصابة 16 آخرين، بينهم اثنان جراحهما حرجة و5 جراحهم خطيرة.

إذاً، هو تطور خطير يعيد قواعد اللعبة إلى نقطة الصفر كما لو أن تاريخ الـ7 من أكتوبر كاد أن يعيد نفسه، فهل سيسهم هذا التسارع في الأحداث في إنهاء الحرب في المنطقة؟
البالستيّ في سماء الأراضي المحتلة... هل يعيد الـ7 من أكتوبر نفسه؟