إسلام جحا - خاصّ الفجر
في غضون عامين، أرجأ البرلمان اللبناني الانتخابات البلدية والاختيارية ثلاث
مرات، وكان آخرها إلى أيار/مايو 2025، بعدما كان مقررًا إجراؤها في أيار/مايو
2024. فما مصيرها على بُعد ثلاثة أشهر؟ وكيف تستعدّ الكتل السياسية لخوضها؟.
مع تجدُّد الحديث عن تأجيل محتمل للاستحقاق، أكّد المكتب الإعلامي لوزير الداخلية
والبلديات أحمد الحجار التزام الوزارة بإجراء الانتخابات في موعدها، حيث تم تعميم لوائح
الشطب على البلديات لتصحيحها، وبدأت الأحزاب والعائلات والفاعليات استعداداتها لخوض
الاستحقاق البلدي.
وفي هذا السّياق، كشفت المعلومات
أن التحالف بين حزب الله وحركة أمل سيكون شاملًا في كل البلديات اللبنانية، وقد تم
تشكيل لجان تنسيق لضمان التعاون بين الطرفين. أمّا على السّاحة الدرزية، فقد تناول
اللقاء الأخير بين وليد جنبلاط وطلال أرسلان في خلدة ملف الانتخابات البلدية، حيث تم
بحث إمكانية التنسيق في منطقة عاليه، مع التأكيد على ضرورة تجنب الانقسامات في القرى
خلال هذه المرحلة الصعبة. ويأتي ذلك بعد أنكان جنبلاط قد تجنب في الانتخابات السابقة التدخل في بلدية الشويفات والجاهلية.
أمّا تيار المستقبل، فهو يعمل على بلورة خياراته بخصوص خوض الانتخابات البلدية
في بيروت وصيدا وطرابلس، مع ترك الحرية للعائلات والفاعليات في المناطق الأخرى، حيث
يركز التيار حاليًا على الانتخابات النيابية التي سيشرف عليها سعد الحريري شخصيًا من
بيروت.
وفي السّاحة المسيحية، يُتوقع أن
تشهد المدن الكبرى معارك انتخابية حادة، خاصة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية،
في حين يستعد حزب الكتائب لخوض الانتخابات في جميع مناطق تواجده. وتركز الأنظار على
مناطق مثل جونية، جبيل، زغرتا، والمتن، حيث من المتوقع أن يكون هناك منافسة قوية. كما
لوحظ اهتمام متزايد من قبل المغتربين بالمشاركة في الاستحقاق البلدي.
إلى جانب الأحزاب التقليدية، بدأ المجتمع المدني يعد العدة لخوض الانتخابات
البلدية بشكل مستقل، ما قد يساهم في إضفاء طابع جديد على المشهد السياسي اللبناني.
وتعتبر هذه الانتخابات فرصة للعهد
الحالي لإعادة تنشيط المؤسّسات البلدية من خلال إدخال وجوه جديدة تواكب المرحلة المقبلة.