إعداد: أمل الزهران.
خاص: شبكة الفجر.
في
تطور يعكس تصعيدًا واضحًا في عمليات استهداف الصحافيين في جنوب لبنان. يواصل العدو
استهدافهم بشكل مباشر، فلم يعد الصحافي هناك مجرد شاهد يوثق الأحداث فقط، بل أصبح هدفاً
في حد ذاته.
فمنذ
بداية العدوان على لبنان، تعرض الصحفيون لتهديدات مباشرة، سواء من خلال القصف أو عبر
استهداف مقر إقامتهم ومناطق التغطية. وقد سجلت العديد من الحوادث التي راح ضحيتها صحافيون
وأصيب آخرون بجروح أثناء عملهم، وهو ما يعد انتهاكاً واضحاً للقوانين الدولية التي
تكفل حماية الصحفيين في المناطق التي تحدث بها الحروب والنزاعات.
وفي تصعيد متواصل، قامت قوات العدو
الصهيوني يوم أمس بإطلاق النار بشكل مباشر على الصحافيين في بلدة حولا خلال تأديتهم
واجبهم المهني، مما تسبب في إصابة الزميل المراسل والمصور الصحفي محمد زيناتي أثناء
تراجعه، حيث سقط على ركبته ولم يصب بالرصاص بشكل مباشر كما تم التداول.
العدو لطالما تعمد استهداف الفرق الصحفية،
التي تتعرض لأبشع محاولات التقييد والإقصاء من خلال هذه الاعتداءات التي تهدف إلى عدم
نقل الصورة الحقيقة، خاصة في ظل العدوان والتصعيد المتواصل في لبنان.
أما من الجانب القانوني، تؤكد اتفاقية
جنيف لعام 1949 والبروتوكولات الإضافية على حماية الصحافيين في مناطق النزاع المسلح.
حيث تحظر القوانين الدولية استهداف المدنيين، بما فيهم الصحافيون، مما يجعل أي هجوم
ضدهم جريمة حرب.
ورغم هذه القوانين الواضحة، إلا أن
العدو يتجاهل تمامًا هذه القوانين ضارباً الاتفاقيات والقوانين الدولية بعرض الحائط.
إن استهداف الصحفيين في الجنوب ليس
مجرد جريمة ضد الأفراد، بل هو استهداف للحقيقة وللحرية الإعلامية، ومحاولة لإخفاء ما
يحدث في الميدان. كما أن الإعتداءات لن تنجح في محاولة إسكات صوت الحق والحقيقة. وستظل
أقلام وكاميرات الصحفيين شاهدة على كل ما يحدث، حتى في أصعب الظروف.