تقارير خاصة

اجتماع المصيلح يفتح ملف إعادة إعمار الجنوب من جديد !

أمل الزهران/ خاص الفجر

ملف إعادة إعمار يعود إلى الواجهة من جديد، وهذه المرة من المصيلح، حيث تتجه الأنظار إلى اجتماعٍ موسّع الذي يُعقد اليوم برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، في خطوةٍ وُصفت بأنها الأهم منذ نهاية الحرب الأخيرة، إذ تهدف إلى وضع خطة وطنية شاملة لإعادة إعمار المناطق الجنوبية التي دمّرها العدوان الإسرائيلي.

الاجتماع سيُعقد في مجمع نبيه بري الثقافي، وسيشارك في الاجتماع وزراء المال والأشغال العامة والبيئة والصحة والزراعة، إلى جانب ممثلين عن مجلس الإنماء والإعمار ومجلس الجنوب وقوات اليونيفيل والبنك الدولي، إضافةً إلى منظماتٍ دولية ومحافظي الجنوب والنبطية ورؤساء الاتحادات البلدية.

ويهدف اللقاء، إلى توحيد الجهود بين الوزارات والمؤسسات الدولية والمحلية، ووضع أولويات واضحة لمرحلة إعادة الإعمار تشمل البنية التحتية، الخدمات العامة، الكهرباء، والمساكن، مع التركيز على تمكين النازحين من العودة إلى قراهم واستعادة دورة الحياة الاقتصادية والزراعية في الجنوب.

في المواقف الدولية، برزت تصريحات المبعوث الأميركي السابق إلى لبنان آموس هوكشتاين الذي دعا المجتمع الدولي إلى دعم لبنان في مواجهة أزماته الاقتصادية والإنسانية، مؤكدًا في حديث لصحيفة The National أن لبنان "يعاني من تحديات ضخمة".

وأضاف هوكشتاين أن "على المجتمع الدولي أن يبرهن لأهالي الجنوب أنه لا يظهر فقط عند القصف والدمار، بل أيضًا في إعادة بناء الطرقات والمزارع والبنى التحتية".

وفي موازاة ذلك، سجّل موقف فرنسي لافت أعلنه وزير الخارجية جان نويل بارو الذي أكد أن فرنسا مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار لبنان، مشيرًا إلى أن باريس تدعم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والحكومة اللبنانية لتحقيق أهداف اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة.

وأوضح الوزير الفرنسي أن بلاده تعمل دبلوماسيًا لتوفير كل الفرص اللازمة لنهضة لبنان من أزماته، لكنه شدّد في المقابل على أن "نجاح عملية الإعمار يتطلّب من لبنان الاستمرار في الإصلاحات الاقتصادية والإدارية لكسب ثقة المانحين وتشجيعهم على الاستثمار في عملية النهوض".

ويأتي هذا الحراك السياسي والإنمائي في ظل استمرار الاعتداءات الصهيونية على الجنوب، ومحاولات منع الأهالي من العودة إلى قراهم، ما يضفي على اجتماع المصيلح طابعًا وطنيًا طارئًا، إذ يسعى إلى تثبيت صمود الجنوب وفتح الباب أمام ورشة إعمار وطنية بمشاركة المجتمع الدولي.

بين المبادرة اللبنانية برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، والدعوات الأميركية والأوروبية لتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته، يفتح لبنان اليوم من المصيلح صفحة جديدة من الإصرار على إعادة الإعمار والبقاء في الأرض، رغم التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية.

 


اجتماع المصيلح يفتح ملف إعادة إعمار الجنوب من جديد !