تقارير خاصة

إنهاء حرب غزة على طاولة شرم الشيخ بحضور دولي ووفد قطر يتعرض لحادث سير مميت... فما القصة؟

إسلام جحا - خاص الفجر

 

بعد عامين من الحرب التي أحرقت الأرض والوجدان في قطاع غزة، تتّجه أنظار العالم الاثنين إلى مدينة شرم الشيخ المصرية، حيث تُعقد قمة دولية استثنائية برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، بمشاركة أكثر من عشرين دولة حول العالم، أملًا في طيّ صفحة الدم وافتتاح فصل جديد من السلام في المنطقة.

 

وتنعقد قمة شرم الشيخ للسلام في أعقاب التوصل إلى المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والكيان الإسرائيلي، الذي دخل حيّز التنفيذ يوم الجمعة، بعد مفاوضات غير مباشرة استضافتها شرم الشيخ بمشاركة مصر وقطر وتركيا وتحت إشراف أمريكي مباشر.

 

وينص الاتفاق على وقف شامل للعمليات العسكرية، وانسحاب متدرّج لجيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع، وتبادل للأسرى بين الجانبين، إلى جانب دخول فوري للمساعدات الإنسانية إلى غزة، وفقًا للخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي ضمن رؤيته الجديدة للسلام في الشرق الأوسط.

 

وأكدت الرئاسة المصرية في بيانها أن القمة تهدف إلى "إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن الإقليمي"، مشيرة إلى أن القمة تُعقد في إطار رؤية ترامب للسلام العالمي وسعيه لإنهاء النزاعات الممتدة.

 

ومن المتوقع أن تشهد القمة مراسم التوقيع الرسمي على وثيقة إنهاء الحرب بين حكومة نتياهوو وحماس، بحضور قادة وزعماء دول عدة منها: الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، السعودية، قطر، الإمارات، العراق، باكستان، تركيا، والأردن، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة.

 

وفي حين وُجّهت دعوة رسمية لإيران للمشاركة، أكدت مصادر إيرانية لوكالة "تسنيم" أن طهران لن تحضر القمة رغم الدعوة الأمريكية، معتبرة أن "أي اتفاق لا يُعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا يمكن أن يكون سلامًا حقيقيًا".

 

وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قد أجرى اتصالات مكثّفة خلال الأيام الماضية مع نظرائه العرب والأوروبيين والآسيويين لنقل دعوات القمة، وتنسيق جدول أعمالها، مؤكدًا أنها "قمة تاريخية تهدف إلى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتدشين فصل جديد من الأمن والاستقرار في المنطقة".

 

وتعكّرت أجواء القمة بالحادثة المؤلمة التي وقعت عشية انعقادها، إذ تعرّض الوفد القطري لحادث سير مروّع على طريق الطور–شرم الشيخ، أسفر عن وفاة ثلاثة من أعضاء الفريق الإداري في الديوان الأميري ووزارة الخارجية، هم: حسن جابر الجابر، عبد الله غانم الخيارين، وسعود بن ثامر آل ثاني، وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة.

 

وأكدت مصادر مصرية أن السرعة الزائدة كانت السبب في الحادث، نافية وجود أي خلل في الطريق الذي يُعد من المحاور الحيوية بجنوب سيناء.

 

وقد سارعت دولة قطر إلى إرسال طائرة إجلاء طبي لنقل الضحايا والمصابين، فيما تولّت السلطات المصرية تقديم الرعاية الطبية العاجلة لهم في مستشفيات طور سيناء وشرم الشيخ الدولي.

 

ومن المنتظر أن يُلقي الرئيس الأمريكي كلمة أمام القادة في القمة التي وصفها مراقبون بأنها "كامب ديفيد الثانية"، في إشارة رمزية إلى اتفاق السلام التاريخي الذي وُقّع قبل أكثر من أربعة عقود على الأرض المصرية نفسها حسب تعبيرهم.

 

وبينما تنعقد القمة وسط آمال كبيرة من الفلسطينيين والعرب بوقف نزيف الدم وإطلاق مسار سياسي جديد، يرى متابعون أن نجاحها سيعتمد على قدرة الأطراف على تجاوز عقدتي الأمن والإعمار في غزة، والاتفاق على صيغة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني واستقلال قراره الوطني.

 

في شرم الشيخ إذًا، يلتقي العالم على أمل أن تكون هذه القمة آخر فصول الحرب، وأول صفحات الهدوء في المنطقة على امل ان يصمد الاتفاق طويلًا لتلملم غزة جراحها.

 

 

 

 


إنهاء حرب غزة على طاولة شرم الشيخ بحضور دولي ووفد قطر يتعرض لحادث سير مميت... فما القصة؟